يأتي كل موسم صيف ليحمل معه لعدد من قرى قنا ندرة شديدة في مياه الشرب، رغم تقديم الأهالي المتضررين عدد من الشكاوى للمسؤولين لحل المشكلة ولكن دون أن تلقى هذه الشكاوى أي صدى. مركز دشنا الذي يبعد ما يقرب من 40 كيلو عن مدينة قنا، يشهد أزمة في توفر مياه الشرب، فكل من نجع عبدالقادر والميات ونجع سعيد وأبودياب شرق التابعين للمركز يعانون نقص مياه الشرب، حيث يضطر الأهالي إلى شراء المياه من الباعة الذين يقومون بجلب المياه النظيفة من النيل مباشرة، والتي يتم تحميلها على العربات الكارو ويبعونها للأهالي. الأهالي بادروا بتقديم العديد من الشكاوى ولكنهم يؤكدون أنها كانت بلا جدوى، في حين أكد المهندس محمود هانئ رئيس شركة المياه بقنا أنه سيتم حفر بئرين بقرية ''الميات'' بأبو مناع شرق بعمق 100 متر لإنتاج 40 لترًا في الثانية لحل المشكلة الخاصة بمياه الشرب. قرية العديسية التابعة لمركز قنا والتى تبعد ما يقرب 3 كيلو من نهر النيل، هي الأخرى تعاني الانقطاع المتكرر للمياه التي أصلًا لا تصلح للشرب ويتم استخدامها بعد تخزينها في أغراض الغسيل والأستحمام فقط، نتيجة ارتفاع نسبة الملوحة بها، فيقول ''حسنى محمد''، موظف بالقرية، إن القرية تعاني منذ فترة طويلة الانقطاع المتكرر للمياه لفترات تتعدى 20 ساعة يوميا، بالإضافة إلى عدم صلاحيتها للشرب بسبب ارتفاع نسبة الأملاح بها، واضطرار الأهالي بالقرية إلى شراء جركن المياة من الباعة بجنيهين، إضافة إلى معاناتهم يوميا في انتظار وصول المياه في الصنبور، والتي دائما تأتي في ساعة متأخرة من الليل. وأوضح حسني أن هناك خط مياه صالح للشرب يمر بالقرية ويغذي قرية أخرى بعدها، ''ورغم ذلك قدمنا كثير من الشكاوى لمسؤولي المياه لأخذ فرع من هذه المحطة، ولكن بلا فائدة في ظل الوعود الزائفة لهم''، مطالبًا محافظ قنا بالتدخل لحل المشكلة. لم يختلف الحال كثيرًا في قرى أولاد نجم والتمه بنجع حمادي وكوم يعقوب وحاجر الدهسة والقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط، حيث تعاني هذه القرى نقص مياه الشرب أو ضعفها أو عدم صلاحيتها للشرب بسبب ارتفاع نسبة الملوحة بها، والتي تتعدى النسبة المسموح بها. المفارقة الأكبر أن قرية النجمة والحمران تضم أكبر محطة مياه شرب بالمنطقة، تلك التي التي زارها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء مرتين، وكان برفقته عدد كبير من الوزراء، وكان لها أن تعمل بالفعل خلال يوليو الجاري، إلا أن ذلك لم يتم حتى وقت كتابة هذه الكلمات، الأهالي بدورهم يطالبون بالإسراع في تشغيلها لخدمة عشرات الآلاف الذين يقطنون قرى مركز أبو تشت.