عمت الفرحة والبهجة منطقة سكة زفتي بمدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية فور إعلان أن حصول الطالب كريم عارف فوزي الكامل على المركز الرابع في الثانوية الأزهرية (للمكفوفين). وغمرت الفرحة كافة أفراد عائلته ووالدية واقاربه وجيرانه الذين أطلقوا الزغاريد فرحا بالطالب. وقال كريم أن والديه صاحبا الفضل عليه طوال الدراسة والمذاكرة، حيث كانا يسهران بجواره أثناء المذاكرة، التي كان يبدأها عقب صلاة الفجر يوميا. وأضاف أن والدته كانت تحضر الطعام والشراب يوميا طوال فترة المذاكرة، إضافة إلى مساندتها له في الذهاب إلى معهده الأزهري الكائن بقرية كفر حجازي التابعة لمركز المحلة، ودروسه الخصوصية في اللغة العربية والمنطق والفلسفة واللغة الفرنسية. وأوضح أن "عددا من المشايخ وعلماء الدين والدعاة ومدرسيه في الأزهر الشريف يعدون أصحاب فضل عليه في تفوقه الدراسي والسعي لأن يصبح من الأوائل والمتفوقين". وتساقطت دموع الفرح من عينيه بعد علمه بالنجاح والتفوق الذي حققه. وقال إنه يحلم بأن يكون "داعية اسلامي يخطب في الناس ويرشدهم إلى طريق الصلاح". ويحفظ كريم القرآن الكريم كاملا كما ألقى بعض الخطب الدينية في أحد المساجد القريبة من مكان إقامته. وقال إنه كان يذاكر سبع ساعات يوميا من بداية العام الدراسي حتى نهايته. وأعرب عن أمله في أن يزداد دور الأزهر الشريف وترتفع منارته للتوحيد صفوف المصريين في المرحلة المقبلة. وقال عارف فوزي، والد كريم وهو يعمل بالقطاع الخاص إن ابنه واصل الليل بالنهار حتى يصل إلى ما وصل إليه من تفوق دراسي بفضل "تقاته وعمله الصالح في نشر مفاهيم القرآن الكريم وتعاليم الأحاديث الشريفة لأبناء العائلة وجيرانه أثناء القاءه الخطب الدينية". وتمنى أن يلتحق ابنه بكلية علوم الشريعة أو أصول الدين بالأزهر الشريف. وناشد الأب المسؤولين بقطاع التعليم الأزهري بإنصاف أبناء المؤسسة الأزهرية "سعيا إلى خلق جيل جديد ينشر ويرسخ مبادئ العدل والمساواة بين أفراد عائلة الأزهر". وكانت علامات الحزن مرسومة على وجه والدته على رغم الفرحة التي كانت تعم بالمكان، حيث قال إن أحد الشيوخ قال لابنها أثناء أحد الامتحانات "يابني مش هتقدر تجيب الدرجة النهائية عشان ميشكلوش ليك لجنة من القاهرة صعب ويضروك"، حسبما قالت. وتسألت: "أليس من حق نجلي الحصول على الدرجة النهائية وهو متفوق ويعرف الله جيدا في مواده الدراسية؟! كيف لا يتحقق العدل في مؤسسة الأزهر التي تتبنى الدعوة الإسلامية ونشر مبادئها بين الناس كافه؟!".