أعلنت فيديريكا موجيريني مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي أن المفاوضات الدائرة بين إيران والقوى الدولية الست تحتاج إلى وقت إضافي لإيجاد وسيلة لوضع ضوابط بشأن البرنامج النووي الإيراني تكون مقبولة لجميع الأطراف المعنية. وقالت موجيريني، التي تترأس مجموعة تضم وزراء خارجية الدول الست، بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولاياتالمتحدة وألمانيا "سنأخذ الأيام التي لانزال نحتاجها لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وهو أمر لا يزال من الممكن حدوثه حتى لو كنا نواجه الآن وقتا صعبا". وقالت إن المجموعة ستحتاج إلى عدة أيام أخرى من المحادثات، لأنها لم تتمكن من إزالة أصعب العقبات نحو التوصل الى اتفاق. وهذه هي المرة الثانية منذ 2 تموز/يوليو التي يمدد فيها وزراء الخارجية المفاوضات بشأن اتفاق من شأنه أن يمنع الجمهورية الإسلامية من صنع أسلحة نووية وينهي بدوره العزلة الدولية المفروضة عليها. وقال دبلوماسي غربي بارز، طلب عدم الكشف عن هويته "هذه ليست عملية مفتوحة. لقد منحنا أنفسنا بضعة أيام أخرى لأننا نعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق". من جانبه، كشف وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن استمرار وجود خلافات في المفاوضات النووية التي دارت في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني. وأوضح شتاينماير للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ايه آر دي) أن هذه الخلافات تتمثل في إمكانيات الرقابة ومسائل تتعلق بالنواحي الزمنية، مشيرا إلى أنه لا يزال هناك جدل حول التسلسل الزمني لرفع العقوبات الاقتصادية عن إيران في حال وفاء الأخيرة بالتزاماتها. وتابع الوزير الألماني أنه لا يزال من المهم إتاحة الرقابة المكثفة على البرنامج النووي ولاسيما في ظل تبديد إيران للثقة خلال الفترة الماضية "وهذه هي المجالات الكبرى التي لا تزال مثار جدل والتي يدور حولها النزاع". وأضاف شتاينماير أن الصراع مع إيران خطير ومهم بدرجة تجعل من الضروري بذل محاولة من أجل التوصل إلى تفاهم. يذكر أن شتاينماير قام بإرجاء زيارة كان يعتزم القيام بها إلى كوبا خلال الأسبوع الجاري بسبب تمديد فترة المفاوضات مع إيران . وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف أنه تم إحراز تقدم كبير منذ بدء الجولة الحالية من المحادثات في 27 حزيران/يونيو في العاصمة النمساوية، لكنها أضافت أن هناك "مخاطر كبيرة لجميع البلدان المعنية." وتابعت "نحن بصراحة أكثر قلقا بشأن نوعية الاتفاق من الوقت" الذي سنستغرقه للتوصل إلى هذا الاتفاق. وفي حال تأخر التوصل إلى اتفاق إلى ما بعد يوم الخميس، فإن الكونجرس الأمريكي سيحتاج إلى 60 يوما وليس 30 يوما لمراجعته قبل دخوله حيز التنفيذ، الأمر الذي من شأنه أن يوفر المزيد من الوقت للمتشددين في كل من الولاياتالمتحدةوإيران من أجل الحشد ضده. ولم تقبل إيران حتى الآن خطة التفتيش التدخلي التي اقترحتها مجموعة الدول الست، لأن طهران تشعر بالقلق حول سيادتها الوطنية وحول حماية الأسرار العسكرية. كما لا يزال هناك انقسام بين الجانبين حول توقيت وتسلسل الغاء العقوبات ضد القطاعات العسكرية الايرانية والنفط والبنوك. وتعد هذه المسألة أساسية للمستقبل السياسي للرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي وعد خلال حملته الانتخابية عام 2013 أنه سيحصل على رفع سريع للتدابير العقابية من أجل انعاش الاقتصاد. ومع أن التركيز الرئيسي لإيران الغنية بالنفط، ينصب على الحظر الاقتصادي الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، فإنها تسعى أيضا إلى إلغاء تدابير الأممالمتحدة ضد برنامجها الصاروخي وتجارة السلاح بمجرد دخول الاتفاق حيز التنفيذ. بينما قال مسؤول أمريكي رفيع إن بعض هذه العقوبات الأممية ستظل كما هي، قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن أي "اتفاق سيكون له معنى فقط إذا تم رفع جميع العقوبات في نفس الوقت." في غضون ذلك، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيره من المخاطر الكامنة في الاتفاق المزمع بين إيران والدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني . جاء ذلك في كلمة ألقاها نتنياهو مساء اليوم الثلاثاء في مراسم إحياء ذكرى وفاة مؤسس الحركة الصهيونية بنيامين زئيف هرتصل في القدس، بحسب الإذاعة الإسرائيلية. وقال رئيس الوزراء إن الاتفاق سيمهد طريق إيران للحصول على السلاح النووي ونشره عبر برنامجها لإنتاج الصواريخ بالإضافة إلى تمكينها من مواصلة ممارساتها الإرهابية عبر شبكة تطال حاليا أكثر من ثلاثين دولة. ووصف نتانياهو إيران بأكبر تهديد للسلام العالمي وبأهم راعٍ للإرهاب ،مشيرا إلى أنها تتمكن من انتزاع المزيد والمزيد من التنازلات من الدول الكبرى . وتساءل رئيس الوزراء كيف يمكن للعالم أن يثق في إيران بعد أن انتهكت مرارا وتكرارا قرارات المجتمع الدولي، وكيف يمكن منحها مئات المليارات من الدولارات ضمن الاتفاق معها دون اشتراط ذلك بعدم توظيف هذه الأموال على ماكينة الإرهاب والتمدّد الإيراني . وأكد أن "إسرائيل مستعدة لأي سيناريو ومصممون على الدفاع عن أنفسنا من أي خطر".