38 عاما علي رحيل العندليب الأسمر، عبدالحليم حافظ، أسعد الملايين في حياته، بيع منزله الذي تبلغ مساحته 7 قراريط ب35 ألف جنيه، وتحول لخرابة يسكنها خيوط العنكبوت، وتبدلت حديقته التي كان يزرع بها أجمل الورود والأزهار الي زراعة البصل، هل لا يستحق حليم أن يضم قصره للأثار والتحفظ عليه كمنزل اثري العالم أجمع يقدر مكانة حليم الا مصر''...كانت هذه كلمات الحج ''شكري أحمد'' ابن خالة العندليب الأسمر في حديثة لمصراوي في الذكري 38 علي رحيل العندليب. انتقلنا لقرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقيةمسقط رأس العندليب الأسمر؛ طريق ترابي علي جانبيه مساحات خضراء يتوسط أحدهم ترعة التي كان يسبح بها حليم وهو طفل صغير، وعلي بعد أمتار من مدخل القرية يقع قصر بسيط بموقع مميز جدا بالقرية تتوسطه الخضرة، شيَد علي مساحة 7 قراريط كان دائما ملتقي لنجوم الفن والمشاهير، ودائما كانت تخرج منه أصوات أغاني وروائح الورود التي كان يزرعها حليم بحديقة قصره البسيط الآن، أصبح غارقا في الظلام مهجورا تملاه خيوط العنكبوت، وتعلق به الحيوانات وتبدلت زهور حديقته الي زراعة البصل. التقينا الحاج شكري أحمد، إبن خالة العندليب - والذي يبلغ من العمر81 عاما بمنزله بالقرية، حيث يقول منزل حليم كان أحدث بناية في القرية والجميع من أبناء القرية كان يفتخر بذلك ي الفترة التي كان فيها حليم على قيد الحياة، وكان بمثابة ''قصر جمهورية قرية الحلوات وملتقى لنجوم الفن، أصبح الأن خرابة غارقا في الظلام ، فحليم الذي أسعد الملايين أثناء حياته وبعد رحيله يستحق كل ذلك الإهمال من المسئولين''. وتابع: المنزل كان ملكا لخاله الحاج متولي عماشة واشتراه حليم بعد تحسن أوضاعه المادية وصممه على أحسن طراز، وأدخل إليه التليفون قبل أي أحد، والأجهزة الكهربائية الحديثة، موضحا أن المنزل كان بحاجة إلى اهتمام حكومي كي يتحول إلى مزار سياحي يخلد ذكر عبد الحليم حافظ. وأضاف الحاج شكري، أن حليم ساهم في بناء جامعة الزقازيق ب50 % وبناء مسجد بمدينة الزقازيق وقام بفرشه، وحمل المسجد اسم عبد الحليم لفترات ثم تم تغير اسمه إلى مسجد الفتح، من غير سبب وأضاف أن حليم كان وطنينا ويحب البلد وغناء كثير لمصر وقام وبجمع تبرعات لبناء السد العالي رغم انه كان يمر بأزمة مرضية . وتساءل: ''هل حليم لا يستحق ضم منزله لهيئة الأثار وترميمه وجعله متحف أو مزار سياحي، لماذا ذلك الاهمال بشأن حليم فهو لا يستحق ذلك أبدا''. وأناشد وزير الأثار أن يعطي حليم حقه لأنه حتي الأن لا يوجد له اي ذكري تخلد له بمحافظته لا يوجد شارع باسمه أو متحف ، أو أي شيء يخلد ذكراه، وقدم حليم الكثير من الخدمات لمحافظة الشرقية ، ودعم مصر أيضا بأغانيه الوطنية وجمع التبرعات لبناء السد العالي وهو مريض، لم يقدر أحد من المسئولين بالمحافظة وعن شخصيه حليم قال ''كان صادقا جدا في كل أفعاله.. بخلاف أن إحساسه كان عاليا جدا، وبالتالي وصل للناس بسهولة وأحبوه والتفوا حوله وتمسكوا به، كانت لديه نظرة مستقبلية عما يعجب الناس على مدار سنوات طويلة وده سر أن كنوزه الغنائية ما زالت موجودة إلى الآن، بيننا وهناك، سر إلهى في حب الناس لعبد الحليم، وتشعر أنه من عائلتك أو أحد قريب منك من خلال الريف الذى خرج منه وخبراته الطويلة ..الله يرحمه''. وأكمل العجوز ''عبدالحليم كان شخصا مؤمنا بالله جدا وعندما كان يأخذ الحقن والدواء ويعالج في أكبر المستشفيات بفرنسا وانجلترا يقول ''بسم الله الشافي الذى لا شفاء إلا شفائه''، كما كانت لديه قوة إرادة صلبة فى مواجهة المرض لدرجة أن بعض الصحفيين كتبوا أنه ''يتمارض''، ولو كانوا شافوا كمية الدم ''النزيف'' التي كان يتعرض لها ما قالوا ذلك، كما أنه كان محبوبا لدى الجميع وتعذب في حياته كثيرا وفى المقابل منحه الله موهبة فريدة وحب الناس لأنه كان راضيا بما قسمه الله له''. وأضاف أن الاحتفالات التي كانت تقام 7 ليالي متواصلة كان يحييها المطربون الذين كانوا يؤدون بعض أغاني وفرق الفنون الشعبية ، بعد رحيلة توقفت منذ 4 سنوات ،فكان يحضرها قيادات المحافظة والفنانين والإعلاميين كل ذلك لم يعد يقام . وطالب المحافظة بإعادة إقامة احتفالية في الذكرى السنوية للعندليب الراحل، والتحفظ على منزله كمكان أثري أو متحف، أو مزارا يخلد ذكراه. وأستكمل شكري أن حليم كان يمتلك عزبة بمركز كفر صقر مساحتها 118 فدان كنت أرعاها له ، لمدة دامت 11 عام وبعد ذلك قامت نجلته عليا قبل وفاتها ببيع جميع ممتلكاته بمحافظة الشرقية ، فأطالب المسئولين باسترداد قصر حليم والتحفظ عليه كمنزل أثري، وهذا سوف يدخل لمصر دخلا من السياحة لأن الجميع يتمنون مشاهدة القصر الذي شيده حليم العندليب الأسمر .