"اللي كان مستقعد لي مشى" هذا ما قاله العابد قبل مدة في تصريح تلفزيوني بعد إحدى المباريات، وكان وقتها منتشياً بعد تقديمه مستوى جيدا وعودة جزء من مستواه في تلك المباراة. نواف لم يستوعب أن الايام ستدور، وأن الجماهير ستقف احتراماً لمن جعله في السابق حبيساً لدكة البدلاء؛ لأنه بعد تصريحه المنفلت وغير المسؤول عاد لهوايته وغاب عن الفريق مرتين إحداها وافقت دخوله ربيعاً جديداً من العمر، والآخر حينما غاب عن موعد الطائرة الزرقاء المغادرة إلى الأحواز، للمشاركة في دوري أبطال آسيا. العابد لم يقدر موهبته الكبيرة وامكاناته العالية، ولم يستمع إلى النصائح التي يتلقاها ليل نهار من إدارة النادي وزملائه اللاعبين والمقربين منه والغيورين على مصلحته، واستمر في اللامبالاة غير مبال بمصلحته ومستقبله. رحل المدرب الوطني سامي الجابر، ورحل بعده رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد وأعضاء مجلس الإدارة، ثم لحقهما المدرب الروماني لورينت ريجيكامف، ولا يزال العابد هو نفسه سلوكياته لم تتبدل يفتقد الاحترافية ولم يدرك أن هناك من يتساءل إذا جميع هؤلاء رحلوا عن الفريق فمن يا ترى السبب او المبرر الجديد لتماديه في أخطائه وعدم احترامه شعار النادي الذي قدمه ومنحه الشهرة والاضواء ولم يدرك ايضا أن الجماهير تنسى النجم إذا أفل من خلال غيابه المتكرر خصوصاً في ظل تميز البدلاء وتحسن نتائج الفريق، ولعل المؤكد أن الخاسر الأكبر هو نواف، ولأن من يجاول إبعاده عن فريقه بوعود وهمية بالخفاء سيجعل مصيره مصير من سبقوه من زملائه الذين يعرفهم جيدا، ويعرف كيف انتهى بهم المطاف بعد أن فقدوا الميزات المالية الضخمة والاضواء، وسيتمنى ذات يوم لو أنه فكر بعقل واحترم وظيفته ومصدر رزقه. الأمثلة أمام العابد كثيرة من اللاعبين الذين ساروا على النهج ذاته، وكيف كانت نهايتهم وما آل إليه مصيرهم، ولعل المثال الأقرب خالد عزيز الذي يجب أن تكون مسيرته الرياضية القصيرة نصب أعين اللاعبين، لكيلا يقعوا في ذات الفخ، ويأفل نجمهم وتهتف الجماهير ضدهم، وربما نجدهم يشاركون في فرق الدرجة الأولى أو الثانية، يلحقون الكرة بكل بطء وتثاقل. تعامل الإدارة "الزرقاء" مع اللاعب وإصدار بيان بالخصم من مرتبه الشهري وإخضاعه للتمارين الانفرادية مميز جداً، ويحمل احتراما كبيرا للجماهير وعشاق النادي والرأي العام، فالشفافية مطلوبة في مثل هذه الأمور، خصوصاً في ظل استمراء اللاعب واصراره على عدم الالتزام، إذ إن "الطبطبة" والتغطية على غيابات اللاعبين وإيجاد الأعذار لهم لا تجدي نفعاً معهم. تصريح العابد السابق عاد عليه الآن وعرف الجميع أنه الخاسر الأكبر، وأوضح للجماهير أن من جعله حبيساً لدكة البدلاء محق وخبير في التعامل مع اللاعبين. لا أعتقد أننا سنرى العابد في ما تبقى من استحقاقات هذا الموسم، وإن استمر على هذا النهج فالتخلص منه سيكون أفضل الحلول، لأن بقاءه ربما يؤثر في بعض زملائه المنضبطين ويصبح في الهلال أكثر من "عابد"!