أدان مجلس التعاون الخليجي، الإجراءات التي اتخذها الحوثيون والذي وصفهم بالمتمردين لحل البرلمان والاستيلاء على المؤسسات الحكومية في اليمن، معربًا عن رفضه لمختلف أعمال العنف التي تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية، وترهيب الشعب اليمني وتقمع حرياته وتنتهك حقوقه. ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء، منذ سبتمبر الفائت، وفي يناير فرضوا حصارا على الرئيس اليمني عيد ربه منصور هادي ورئيس حكومته خالد بحاح، إلا أن هادي تمكن من الإفلات من الحصار وتوجه إلى مدينة عدن والتي أعلن منها صنعاء عاصمة محتلة. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس)، اليوم الأربعاء، عن سفير دولة قطر لدى الأممالمتحدة في جنيف، فيصل عبد الله آل حنزاب، في بيان مشترك ألقاه أمس أمام مجلس حقوق الإنسان خلال مناقشة الأوضاع في الجمهورية اليمنية التزام مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأمن واستقرار اليمن، ودعمه للشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وعلى ضرورة استكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. ويحظى منصور هادي بدعم دولي وعربي خليجي، من قبل الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، إلى جانب إغلاق عدة سفارات ومنها الامريكية والسعودية والإمارات مقراتها في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، واتخاذهم من عدن مقرا لهم. ونوه البيان، ب''موافقة قادة دول مجلس التعاون على طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بعقد مؤتمر بشأن اليمن تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون بالرياض، وذلك وفقًا للأهداف التي حددها في رسالته إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والمتمثلة بالمحافظة على أمن واستقرار اليمن والتمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها، وعدم التعامل مع ما يسمى بالإعلان الدستوري غير الشرعي، وإعادة الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الدولة، وعودة الدولة لبسط سلطتها على الأراضي اليمنية كافة، والخروج باليمن إلى بر الأمان بما يكفل عودة الأمور إلى نصابها''. وجدد مجلس التعاون دعوته لجميع الأطراف للمشاركة بجد وحسن نية في الحوار الوطني بما يعيد العملية السياسية إلى مسارها الصحيح, ويجنب البلاد والشعب اليمني المزيد من المعاناة، مؤكدًا أن المجلس لا يسمح بأن تصبح اليمن مقرًا للمنظمات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة، مما يهدد بجعلها مركزًا للتوتر والصراع، الأمر الذي من شأنه التسبب بأضرار خطيرة في المنطقة والعالم. وأوضح أن اليمن يقف في مفترق طرق خطير، فإما أن ينزلق نحو المزيد من الفوضى والتفكك وعدم الاستقرار، أو أن يجد حلا للأزمة التي تعصف به بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب اليمني ويدعم تعزيز وحماية حقوق الإنسان ويسهم في تحقيق التنمية. وشاطر مجلس التعاون الأمين العام للأمم المتحدة قلقه ''إزاء التقارير التي تفيد باستخدام القوة المفرطة لتفريق المظاهرات السلمية، والاعتقال التعسفي، واحتجاز نشطاء المجتمع المدني والصحفيين، إضافةً إلى ما أشارت إليه المفوضية السامية لحقوق الإنسان من قيام القوات الخاصة التي يسيطر عليها الحوثيون باستخدام الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين، مطالبًا بضرورة تحقيق العدالة والمساءلة عن جميع انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد''.