السبسي: نداء تونس لا يمكنه أن يحكم تونس لوحده

أعرب الباجي قائد السبسي، رئيس حزب نداء تونس المتصدر لنتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في ال26 من الشهر الماضي، عن عدم اعتقاده بما يطرحه ويرصده بعض المراقبين للمشهد السياسي التونسي من وجود محاولات حثيثة من قبل حركة النهضة الإسلامية لعرقلة وصوله للرئاسة. وقال السبسي (87عاما) في مقابلة هاتفية أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ) من القاهرة: ''لا أعتقد بوجود هذا الأمر. نعم، ثمة حركة من بعض السياسيين في هذا الاتجاه، ولكني لا أعتقد أن سياسيين من حركة النهضة من بينهم''. وأضاف السياسي المخضرم: ''رئيس المجلس التأسيسي (مصطفى بن جعفر) قام بمبادرة لتوحيد الصفوف بين عدد من المترشحين للرئاسة ضد نداء تونس. هذا ما حدث، لا أكثر ولا أقل ''.
يذكر أن الباجي قائد السبسي شغل مواقع سيادية هامة في عهد الحبيب بورقيبة، من بينها وزارة الخارجية والدفاع والداخلية، قبل أن يعود عقب الثورة التونسية ليتولى رئاسة الحكومة الانتقالية المكلفة بتنظيم انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في الفترة من فبراير2011 وكانون الأول/ ديسمبر من العام نفسه.
ووصف السبسي الحديث حول احتمالية تغول حزبه نداء تونس وانفراده بالحكم -حال فوزه بالرئاسة عقب تصدر حزبه الانتخابات البرلمانية- بكونه مجرد ''أمور مختلقة لا أساس لها من الصحة ''. وتابع: '' هي كلمات يراد بها باطل لا حق... لا وجود لتغول لأن نداء تونس لم يحصل علي أغلبية مطلقة، بل حصل على أغلبية نسبية وبالتالي لا يمكن أن يحكم البلاد بمفرده، ولابد أن يدخل في تحالفات. ولهذا لا يمكن الحيدث عن التغول ''. وحسم السبسي -الذي ترشحه أغلب استطلاعات الرأي للفوز بلقب ساكن قصر قرطاج الجديد- الجدل الدائر حول احتمالية تحالفه مع حركة النهضة أو وجود صفقة مع الأخيرة تقضي بدعم النهضة له خلال السباق الرئاسي مقابل منحها عددا معينا من الحقائب الوزارية، بقوله: ''موضوع التحالفات غير وراد الآن إلى حين انتهاء الانتخابات الرئاسية، وبعدها سننظر مع من سنتحالف''. وتابع ''لا وجود لأي صفقة...لم نبرم أى صفقة مع أي طرف. لن نأخذ أي موقف إلا بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية ''.
يذكر أن نتائج الانتخابات البرلمانية أظهرت حصول حزب حركة نداء تونس على 85 مقعداً في البرلمان المؤلف من 217 عضوا، في حين حصل حزب حركة النهضة الإسلامي على 69 مقعداً. وحصل حزب الاتحاد الوطني الحر على 16 مقعدا، في حين حصلت حركة الجبهة الشعبية ذات التوجهات اليسارية على 15 مقعدا. أما حزب آفاق تونس الليبرالي فقد فاز بثمانية مقاعد.