نشر الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة رسالة بان كي مون الأمين العام بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية، اليوم الأربعاء، وفي رسالته أبدى بان كي مون إعجابه بأمه التي قضت معظم حياتها في الريف، ورغم أنها لم تتلق أي تعليم رسمي إلا أنه كان يتعجب من حكمتها وصمودها. وهذا هو النص الكامل لرسالته "لقد عاشت أمي طوال حياتها في الأرياف. ورغم أنها لم تتلق تعليما رسميا بمعنى الكلمة، فقد نشأتُ وأنا أعجب لحكمتها وصمودها وذكائها. وبعد التحاقي بالخدمة العامة، اكتشفت أن هذه الخصال تشترك فيها الملايين من نساء الأرياف في مختلف بقاع العالم، فنساء الأرياف، مجتمِعات، تشكلن قوة دافعة نحو التقدم العالمي. ويجب علينا أن نستفيد من تلك القوة لتحقيق الأهداف الثلاثة المترابطة التي حددناها للعام المقبل، وهي: تسريع وتيرة العمل صوب تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، واعتماد رؤية جديدة بشأن التنمية المستدامة، وإبرام اتفاق عالمي حقيقي بشأن المناخ. ولأن المرأة الريفية غالبا ما تعيش في خط المواجهة مع الفقر والكوارث الطبيعية وغير ذلك من الأخطار، فإن لها مصلحة كبرى في نجاح حملاتنا العالمية. ويعتمد معظم نساء الأرياف على الموارد الطبيعية في معيشتهن، فهن يشكلن، في البلدان النامية، أكثر من 40 في المائة من القوة العاملة في القطاع الزراعي. وهن من يتولى إنتاج وتجهيز وإعداد الكثير من وجبات المجتمع، وهن في الغالب المسؤول الأول عن الأمن الغذائي والوضع الصحي والفرص التعليمية للأسر المعيشية. وحين نتيح للمرأة الريفية سبل الوصول إلى موارد الإنتاج الزراعية والطبيعية، فإننا نتيح لها ما تحتاجه من وسائل التمكين. وستتمكن بدورها من الإسهام بشكل أكبر في التخفيف من حدة المجاعة ورفع قدرة المجتمعات المحلية على التأقلم مع آثار تغير المناخ وتدهور التربة والنزوح نحو المدن، وهو ما يعود بالنفع على الجميع. لكن لنجني هذه الثمار، لا بد لنا من التصدي للتمييز والحرمان اللذين ما زالا يطالان المرأة الريفية. فالكثير والكثير من نساء الأرياف لا يملكن سبل الوصول إلى الأرض والأسواق والتمويل والحماية والخدمات الاجتماعية. كما أن الكثير منهن يواجهن مخاطر أمنية شديدة أثناء أداء مهامهن المنقذة للأرواح، كجلب الماء أو الحطب، ولهذا، فإن اليوم الدولي للمرأة الريفية مناسبة لسماع صوتها والاستجابة لشواغلها. فدعونا نعمل سوية لنطلق العنان لإمكانات المرأة الريفية عن طريق حماية حقوقها كإنسان، ودعم النهوض بها اقتصاديا، وتمكينها من الإسهام إسهاما كاملا في بلورة مستقبلنا المشترك.