لُقب بالكينج، لم يأت ذلك من فراغ، لكن لإبداعه وطريقته وأداءه الفني علي مدار أكثر من 35 عاماً، جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب جماهيره بالوطن العربي، لم يفقد توازنه في لحظة من اللحظات، لم يتأثر بصعود عدد أخر من المطربين، اليوم الجمعة الموافق 10 اكتوبر 2014 تحل الذكري الستين لميلاد المطرب محمد منير، ابن النوبة وصاحب الموسيقى المميزة، التي يخلط فيها الجاز بالسلم الخماسي النوبي، وكلمات أغانيه العميقة. اسمه بالكامل محمد منير أبا زيد جبريل متولي، وُلد في قرية منشية النوبة بأسوان عام 1954، تلقى تعليمه المُبكر وقضى فترة صغره بمحافظة أسوان قبل أن يهاجر مع أسرته للقاهرة، بعد غرق قُرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر، أثناء بناء السد العالي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. تخرج منير من قسم الفوُتوغرافي والسينما والتليفزيون، بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، وظهرت موهبته وحُبه للغناء في أوائل السبعينيات عندما بدأها كهاوٍ وكان يغني لرفاقه في الجيش. يمتلك منير الأبعاد الشخصية الثلاثة، التي إذا امتلكها شخص موهوب في مجال ما أصبح نجماً، فقد امتلك ''كاريزما'' خاصة به، بداية من ''شعره المفلفل'' وطريقة إمساكه للميكروفون، ووقوفه وحركاته العصبية الغريبة أثناء الغناء. اتجه منير في بدايته للتمثيل، وقدم عدد من الافلام السينمائية لا تتعدي 10 أفلام، ولكن كانت لها بصمة في مشواره الفني فمنها ''حدوته مصرية، المصير، يوم حلو ويوم مر، ليه يا هرم، اشتباه، شباب ع كف عفريت''. وقدم عدد من المسرحيات كان اهمهم مسرحية ''الملك هو الملك'' التي لقب بعدها ب''الكينج''، بالإضافة إلي عدد من المسرحيات منها ''ملك الشحاتين''، ''مساء الخير يا مصر''. لم يأخذه التمثيل في السينما لينسي الغناء، ولكن كان يؤدي أفلامه رغبة منه في مشاركته في تلك الأفلام، وخاصة عندما تعرف عليه المخرج الراحل يوسف شاهين ليشاركه عدد من الأفلام، منها ''حدوتة مصرية'' و'' المصير'' و'' اليوم السادس'' التي كانت تحتاج لشخص مثله، وبالفعل أجاد تأديتها. كان اهتمام منير بالغناء من أهم أولوياته، حيث قدم عدد من الألبومات منها: ''بنتولد''، ''علموني عنيكي''، ''شبابيك'' والذى حقق مبيعات هائلة،''إتكلمي''، ''بريء''، ''وسط الدايرة''، ''شوكولاتة''، ''يا إسكندرية'' ،''مشوار''، ''الطول واللون والحرية''، ''الليلة يا سمرة''، ''افتح قلبك''، ''ممكن''، ''من أول لمسة''، ''الفرحة''، ''في عشق البنات''، ''أنا قلبي مساكن شعبية''، ''أحمر شفايف''، ''حواديت''، ''إمبارح كان عمري عشرين''، ''طعم البيوت''، ''يا أهل العرب والطرب''وعدد كبير من الالبومات الغنائية. رغم نجوميته لم يتزوج منير الا بعد فترة طويلة من عمره، فأعلن زواجه فجأة لجميع محبيه وأقاربه، بعد أن تعرف علي داليا محمد يوسف ذات الاصول النوبية والتي قابلها في أحد المطاعم في لندن، وصارت بداية معرفة وصداقة وتحولت إلى زواج، وبرغم المفاجأة الكبيرة التي أعلنها منير بزواجه من الفتاة النوبية، إلا أن زواجه لم يكمل شهر ونصف وكانت تلك هي المفاجأة الأكبر . قدم منير محمد منير عددا من الأغاني الوطنية، وقت الصعوبات التي مرت بها مصر، فقدم منير إبان ثورة 25 من يناير أغنية ''ازاي ترضي لي حبيبتي''، والتي لقبت بأغنية الثورة، ولم يكتف بهذه الأغنية فقط وقت المحن، فقد طرح منذ أيام أغنية جديدة بمناسبة ذكري انتصار أكتوبر وهي أغنية ''متحيز''.