"الحواتكة".. إحدى قرى مركز منفلوط، مذ وقفت على أعتابها أيقنت أننى لن أجد أى مشكلة خدمية، فشوارعها مرصوفة تصطف على جوانبها المحلات التجارية الكبيرة على اختلاف أنشطتها، وتنتشر فيها محلات الجزارة بشكل كبير، وتتزين منازلها بأحدث الطرز المعمارية، وتنشط بها الحركة التجارية بشكل ملحوظ، فكل شيئ فيها يجعلها جديرة بلقب مدينة وبامتياز، كما خرج من رحمها اثنان من أروع مداحى العالم "الشيخ التونى والشيخ ياسين" وأيضا إبراهيم باشا محفوظ. يشكو عدد من أهالى القرية ممن التقينا بهم من إغلاق الوحدة الصحية فى الفترة المسائية وعدم تشغيل وحدة الغسيل الكلوى. وحدة الغسيل الكلوي مغلقة يقول أحمد عبدالظاهر، إمام مسجد: تبدأ حكاية وحدة الغسيل الكلوى منذ كون مجموعة من أبناء الحواتكة لجنة شعبية لم يكن لها أى توجه، وجمعنا تبرعات تعدت ال 2 مليون جنيه وذلك فى 2011 عقب الثورة، ورفعنا الطلب لمديرية الصحة لعمل وحدة الغسيل ورفعته المديرية للوزارة، وقالت الوزارة إنه لا يوجد مانع بشرط أن تتبع الوحدة إداريا وفنيا وماليا لإدارة الطب العلاجى بالمديرية، وأن نكون تابعين إداريا لمستشفى منفلوط المركزى لأن بالحواتكة وحدة طب أسرة وليست مستشفى. يضيف: مديرية الصحة منحتنا أسماء أماكن متخصصة في بيع الأجهزة اللازمة وحددت المواصفات المطلوبة وبالفعل قمنا بشراء جميع الأجهزة حسب المواصفات. وبعدما جهزنا المبنى على أحدث مستوى فوجئنا بوقف المشروع لأسباب لا نعرفها. نحن حاليا متهمون فى نظر الأهالى لأننا من قمنا بجمع التبرعات ولا أحد يعرف ماذا يحدث؟ ووقعنا فى مشكلات بسبب ذلك. ويتساءل: الأساس الذى عملنا عليه هو موافقة حكومية مسبقة، فكيف يتم رفض التشغيل بعد كل هذه التجهيزات؟ "وده ذنب مين؟". ويقول مدحت الحواتكى، أمين التواصل الجماهيرى بحزب الكرامة: وحدة طب الأسرة هذه كان فى البداية اسمها مستشفى قروى الحواتكة وكانت على مستوى جيد من التجهيزات والخدمات، لكن للأسف تحول المشروع لوحدات طب أسرة، "طب يعملولنا مستشفى غيرها الناس تتعالج فيها". يضيف: الوحدة الصحية تغلق أبوابها مع الساعة الثانية ظهرا وعلى من يلدغه عقرب ليلا أو يشعر طفله بالسخونة الذهاب لوحدة المندرة أو سكرة غرب، كما أن الوحدة بقريتنا تقدم خدمات طبية متواضعة، ولا تقدم إلا سبعة أنواع من الحبوب لكل الأمراض وبها طبيب امتياز حديث التخرج غير مقيم، والوحدة مغلقة ليلا من بعد ثورة يناير بحجة الأوضاع الأمنية والمشكلات الثأرية، لكن اليوم الأحوال مستقرة فلماذا يستمرون فى إغلاقها؟ ويقول محمد عبدالفتاح، أمين وحدة منفلوط بحزب الكرامة، الوحدة الصحية لدينا مبنية على مساحة حوالى خمس أفدنة وبها مبنى على أحدث مستوى لكنها لا تقدم خدمات بالمستوى المطلوب، خاصة للفقراء الذين يلجأون إليها لعدم قدرتهم على التوجه للعيادات الخاصة، فمن بعد الحادية عشر صباحا يتوقف حجز التذاكر فنضطر للذهاب للمندرة التى تبعد 4 كم عن الحواتكة، فما ذنب الأطفال؟ "لو عيل لدغته عقربة بالليل ممكن على بال ما نوديه المندرة ولا منفلوط يكون مات." يكمل: الوحدة قبل ثورة يناير كانت تعمل 24 ساعة بانتظام، ونطالب اليوم بفتحها طوال اليوم حتى لو لمجرد إجراء الإسعافات الأولية للمرضى. الصرف الصحي وتطرقا لبقية مشكلات الحواتكة يقول عبدالحفيظ عبدالسلام، مدير عام سابق، لا يوجد بمنفلوط كلها محطة صرف صحي "والبيوت قربت تقع" وكل منزل يعتمد على الآبار المنزلية، ما تسبب فى كثرة رشح المياه على جدران المنازل، كما أن الطفح مستمر ونستدعى سيارات الكسح كل 15 يوما والنقلة الواحدة تصل إلى ثلاثين جنيها، وتسببت تلك الآبار فى إصابة الأطفال بالأمراض، وسيارات الصرف تفرغ المياه فى الترع التى تروى زرعنا. ويقول زكريا عبدالرحيم: مياه الاستخدامات المنزلية تفرغ فى الشوارع بسبب عدم وجود محطة صرف وتسبب ذلك فى تكاثر الناموس وتشوه وتشقق الطرق المرصوفة، وما يحزننى أن بعض السيارات تفرغ مياه الصرف فى النيل. معهد المندرة فيما يقول ماهر عبدالعزيز، معلم، معهد المندرة الأزهرى الذى شهد الحادث الأليم لأطفال منفلوط وخسرت فيه الحواتكة وحدها 60 طفلا من أطفالها، من يومها توقف العمل بالمعهد النموذجى نهائيا ونطالب بسرعة بناء واستكمال المعهد الدينى الأزهرى بالمندرة، فأطفالنا يقطعون مسافات طويلة للإلتحاق بمعاهد القرى المجاورة ويستقلون سيارات غير آدمية، ويستيقظون من الخامسة فجرا ويعودون الرابعة عصرا، وينهكون بشدة. ويضيف: لا يوجد طبيب دائم وغرف الكشف مغلقة والأجهزة المستخدمة فى الكشف خربة وقديمة. شباب الخريجين وفى طريقنا أوقفنا أحد شباب الخريجين -فضل عدم ذكر اسمه- شاكيا أن هناك قرارا صدر بخصم جنيهين على كل أسطوانة غاز فى حين أن المكسب للشاب كان يتراوح بين جنيهين إلي خمسة جنيهات مقسمة على حسب بعد المسافة واليوم تقرر خصم هذا المكسب -ووفقا لرأيه- يتسآءل ما جدوى العمل فى هذا المشروع؟ طريق الحواتكة الشرقي ويشكو أحد الأهالى من كون طريق الحواتكة منفلوط الشرقى غير مرصوف وبه الكثير من المطبات مما يتسبب فى تكرار الحوادث وكثرتها. رئيس الوحدة المحلية أما على شيمى، رئيس الوحدة المحلية بالحواتكة، فيقول ردًا على مشكلة رصف الطريق يقول الشيمى إنه مرصوف من 2011 والمطبات صارت ظاهرة مؤرقة للطرق على مستوى الجمهورية. رد الصحة ويقول الدكتور أحمد عبدالحميد، وكيل وزارة الصحة: هناك قرار سينفذ قريبا بخصوص تشغيل وحدة صحية من كل أربع أو خمس قرى قريبة من بعضها، لتعمل هذه الوحدة 24 ساعة متواصلة إلى حين تحسن الظروف الأمنية، وقرية الحواتكة من أوائل القرى التى سيطبق بها القرار وستعمل وحدتها 24 ساعة متواصلة. وفيما يخص حدة الغسيل الكلوى يوضح: للأسف هذا الموضوع هناك تضارب، ففى البداية صدر قرار من الوزارة بالتجهيز للتشغيل، وعقب تولى وزير جديد للوزارة صدر قرار آخر قبل تشغيل الوحدة بمنع تشغيل وحدات غسيل كلوى جدية بالقرى والإبقاء على الوحدات التى تعمل بالفعل، لأن القرار نص على وجوب مراعاة المعايير العالمية من وجوب وجود وحدة الغسيل بمكان به عناية مركزة وبنك دم وهذا غير متوفر بالوحدات القروية. ويضيف: اجتمعت مع بعض أهل الخير المتبرعين ووصلت لحل وهو نقل الأجهزة لمستشفى منفلوط المركزى وتكون مخصصة لأهل الحواتكة، فرفض الأهالى ذلك وأصروا على تشغيل المكان بالقرية وأنا منذ فترة طويلة وأنا أخاطب الوزارة بشأن الوصول لحل وتشغيل المكان ولكن القرار الوزارى يتطلب شروط محددة، وفى رأيى بدلا من أن تظل الأجهزة معطلة وهى بهذه الإمكانيات الهائلة ومن الخسارة أن تعطل عن العمل، فيفضل أن يوافق الأهالى على ضمها للمستشفى المركزى على أن تكون مخصصة لهم.
قرية الحواتكة فى سطور الوحدة المحلية: الحواتكة عدد السكان: 53 ألفا و956 نسمة المساحة: 5549 فدانًا الحدود: من الجهة الشمالية قرية المندرة قبلى، ومن الجهة الجنوبية قريتى سُكّرة والجاولى، ومن الجهة الشرقية نهر النيل، ومن الجهة الغربية بنى عديات. تضم: 7 مدارس ابتدائية، مدرستان إعداديتان، مدرسة ثانوى عام، مدرسة ثانوى تجارى، معاهد أزهرية للمراحل المختلفة، 19 مخبزا، وحدة صحية، مكتب بريد، سنترال، وحدة بيطرية، وحدة شؤون اجتماعية، فرع لبنك ناصر، بنك القرية، مركز شباب مطور.