رغم كونه مقصدا للسياح الأجانب والزوار المصريين الذين يأتون للإسماعيلية، إلا أنه سقط من دائرة اهتمامات المحافظة التي اكتفت بوضع دبابة تابعة للقوات المسلحة علي بوابته لحراسته. "أين فيلا ديلسيبس؟" سؤال الغرباء عن المدينة، فور أن تطأ أقدامهم للمحافظة طلبا لإرشادهم عن هذه الفيلا الأثرية بشارع محمد علي، المشيدة علي الطراز الفرنسي القديم. ضابط بالجيش ومجموعة جنود وسلك شائك وطريق مغلق ورفض بفتح الأبواب أمام الزيارات كل هذه معوقات أصبحت موجودة لتمنع المصريين قبل الأجانب من الدخول إلي المتحف. شيد الفيلا المهندس الشهير فيرناند ديلسيبس" عام 1859 وأسماه باسمه ليتخذه استراحة يُشرف منها على أعمال حفر قناة السويس آنذاك واتخذ من الطابع الفرنسي تصميماً له علي غرار العديد من المباني التي شيدت في الإسماعيلية في تلك الفترة. لا تقل قيمة المتحف عن غيره من متاحف مصر، ورغم ما طاله من إهمال، إلا أن أواني الطهي وأنواع متعددة من الأسلحة وخرائط وأوراق ما زالت مُحتفظة برونقها داخله خاصة اللوحات الفنية، إضافة إلى ميزان قياس الحرارة المائي والذي -حسب مصادر- ما زال يعمل حتى الآن. وُضعت عربة ديلسيبس الشخصية التي تَجرها الخيول على نصب تذكاري بعدما كان يستخدمها المُهندس الشهير للمرور على مواقع العمل أثناء عمليات الحفر، لتواجهك فور دخولك المتحف بينما تقابلك القطع الأثرية واحدة تلو الأخرى حتي دخولك بهو الفيلا. مؤرخون وأدباء بالإسماعيلية بينهم الكاتب الصحفي محمد يوسف -رحمه الله- ذكروا أن المُتحف يضم أدوات ومتعلقات ورسوم هندسية وخرائط أصلية ضمن مُقتنيات ديليسبس، إضافة إلى نموذج الدعوة الأصلية التي وجهت للملوك والرؤساء لحضور حفل افتتاح قناة السويس. أضاف يُوسف في إحدي اللقاءات قبل وفاته أن القصر يحتوي على عديد من اللوحات الزيتية لكبار فناني أوروبا في النصف الثاني للقرن التاسع، وهذه اللوحات لديليسبس وأفراد أسرته وضيوف حفل افتتاح قناة السويس وحكام مصر من أسرة محمد علي. وأضاف " المبنى الأثري تجاوز عُمره ال 100 عام وحتى الآن لا يُعامل معاملة الآثار لافتًا إلى أن بعض المصادر داخل الهيئة أكدت عدم دخوله ضمن المباني الأثرية في المُحافظة فأدى ذلك الإهمال من قِبَل المسؤولين إلى نسيان ذلك المبنى الأثري رغم كونه مشروعًا سياحيًا ضخمًا".