حقوقيون ينتقدون فتوى برهامي.. و يؤكدون: تُخالف العادات و التقاليد

انتقد الحقوقي عماد حجاب، الرئيس السابق لمؤسسة عالم جديد للتنمية، الفتوى التي أصدرها ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، قائلا'': إنه لا يجب على دعاة السلفية الإفتاء إلا للسلفيين فقط، و الذين يتبعون نفس المذهب''.
و أضاف حجاب في تصريح ل''مصراوي''، الخميس، إن فتاوي برهامي أثارت شكوك العديد من الشباب حول توقيتها، لتزامنها مع توقيت أصبحت تخشى فيه الأسرة على أطفالها من التحرش الجنسي، مشيرًا إلى أن فتوى برهامي الثانية و الخاصة بواقعة الزنى تضر بمكانة المرأة المصرية و بقيمة الزوج لدى زوجته.
و تابع '' كل زوج له حد القوامة على زوجته، فكيف له أن يرى زوجته في وضع مخل و يتركها، على الأقل لابد أن يثبت ذلك''، لافتا إلى أن غالبية مشايخ الدعوة السلفية غير مؤهلين قانونًا، فضلا على خلطهم لأمور الدنيا بالدين''.
من جانبه، أوضح محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي أن هذه الفتوى تخالف حديث الرسول و الذي يؤكد أن ''من مات دون عرضه فهو شهيد''، معبرًا عن تعجبه من ظهور مثل هذه الفتاوى التي عليها خلاف في هذا التوقيت كنوع من إثارة الجدل''.
و أضاف زارع في تصريح لمصراوي، أن كل ما يشغل السلفيين الآن بدلا من الحديث حول الإرهاب و عنف الشارع، هو فتاوى شديدة الغرابة و قضايا محسومة، مشيرا إلى أن الفتاوى أصبحت بعيدة عن النخوة و مبرر للناس أن ترى التجاوزات دون التدخل أو تقوم بدورها.
و لفت زارع إلى أن السلفيين يدفعون الآخر للنظر إليهم على أنهم منعزلون عن المجتمع، معربًا عن أمنيته بأن يهتم دعاة هذا المذهب بأحوال الوطن و مشكلاته''.
في ذات السياق، قال نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان إن هذه الفتوى قوبلت بالرفض من مشيخة الأزهر و علماء الإسلام بل و من الشارع المصري، نظرا لمخالفتها للقوانين الوضعية باعتبار أن حق الدفاع عن الشرف واجب.
و أضاف جبرائيل في تصريحه لمصراوي، أن فكرة تخفيف ضرر بضرر أي حماية الزوج من الموت إذا كان هناك خطرًا عليه، فإنها أيضا مخالفة للعادات و التقاليد والأعراف، مشيرًا إلى أن برهامي أراد أن يستعرض عضلاته لجذب الأضواء عليه لفترة''.
و تابع ''هذه الفتاوي تساعد على انتشار وقائع الاغتصاب، و تؤكد للجاني أنه في الكثير من الحالات سيضعف الزوج أمام التهديد و الترهيب من خلال وسيلة ما، بخلاف أنها تدفع الجاني لاستخدام هذه الوسائل للفوز بفريسته''.