محمد مهدي: قادمين من بلدة صغيرة بأسيوط، إلي مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، باحثين عن حياة كريمة، شروطها 4 ''حيطان'' وباب يُغلق عليهم، و''لقمة عيش'' تكفيهم، وسيرة طيبة تكفيهم الشرور، تفاصيل لأسرة عاشت حياة هادئة، انقلبت على عاقبيها، بعد أن نشبت مشاجرة بسيطة مع جيرانهم، استعان فيها الجيران ببلطجي شهير، سقط قتيلًا أثناء التلاحم والتشاجر، دون معرفة من القاتل!. الأب بداخل السجن، والأبناء هاربين، بعد أن وجه لهما اتهام بقتل ''البلطجي'' مع سبق الاصرار، والأم التي تجاوز عمرها الستين، انتهى أمرها بطريقة بشعة، حيث قام أهالي القتيل، بالتربص لها، وخطفها أثناء قدومها من الصعيد لزيارة زوجها في محبسه، وقاموا بالتعدي عليها بالأسلحة البيضاء، والتمثيل بجثتها على مراى ومسمع من أهالي المدينة .. خيوط متشابكة لجريمتي قتل شهدتها محافظة الشرقية بمنذ 6 أشهر، في غياب تام لرجال الشرطة، حيث للبلطجة الصوت الأعلى.. ''مصراوي'' حاول فض تلك الخيوط المتشابكة، في محاولة لكشف تفاصيل تلك الوقائع، وأثناء النبش في القضية، تلقينا اتصالًا من ابن الضحية، '' خالد معبد أحمد'' 37 سنة عامل، المتهم بالقتل العمد مع سبق الاصرار، في قضية قتل ''عباطة''، ليروي لنا تفاصيل جريمتي القتل، وأسباب هروبه، ومتي يُسلم نفسه للعدالة؟ تلقى ''مصراوى'' اتصالا من ابن الضحية بعد أن لجأ إلى كافة الأجهزة المعنية وحقوق الانسان و قطاع التفتيش بوزارة الداخلية دون جدوى فى العدل بالقصاص لوالدته والإفراج عن والده المسن الذى حصل على إخلاء سبيل 3 مرات من النيابة ولم ينفذ ، بسبب تعنت رجال امن الشرقية ''على حد قول الابن بعبارات من الحزن ونبرات من الأسى حكي الهارب من العدالة قصته وقال ''نحن عائلة مسالمة أساس جذورها صعيد مصر ببلدة صغيرة بأسيوط، انتقل الوالدان إلى محافظة الشرقية للبحث عن حياة أفضل، وعمل والدي مقاول حديد مسلح بمدينة الزقازيق، وأنجب 6 من الابناء 5 رجال وفتاة، وكنا نعمل جميعًا لمساعدة الأسرة في احتياجاتنا الأساسية '' هكذا بدأ ''خالد معبد'' روايته. وأضاف، اتهمت بالقتل العمدي مع سبق الاصرار، لأحد البلطجية المستأجرين، من أحد الجيران، أثناء نشوب مشاجرة مع شقيقي ''ناصر'' 25 سنة، على خلاف الحقيقة، لأن ما حدث فعلًا، أنها مشاجرة عادية بين شقيقي، و3 من جيراننا من عائلة واحدة، تم فضها والسيطرة على الموقف. واستطرد ''معبد'' الحديث قائلا : ولكن والدتهما ''هالة .غ''50 سنة، لم ترض بذلك وقامت بتأجير بلطجي يدعى ''باهر'' والشهير ب ''عباطة'' معروف عنه البلطجة وفرض السيطرة، بالاتفاق مع ولديها لقتل شقيقي ''ناصر'' فى مشاجرة يفتعلوها، وعرفنا فيما بعد أن خطتهم قررت أن تطبق بعد المغرب، ولكن تعجلوا وقاموا بالمشاجرة مع والدى ووالدتي وشقيقي الثالث '' مصطفى'' وأصابوا الثلاثة بجروح. وتابع، توجه والدي إلى قسم الزقازيق، وقام بتحرير محضر بالواقعة ضد البلطجية '' عباطة'' واشقاءه، بعد ذلك حضر شقيقي ''ناصر'' فوجد والدى وشقيقي مصابين، فقام برد فعل طبيعى وتشاجر مع البلطجية ثم جاء ''عباطه '' يحمل سلاح أبيض، وانضم إلي المشاجرة، فسقط قتيلا وسط المعركة ولم ندر من الذى اصابه. يغيب صوت ''معبد'' لبرهة، لعله يلتقط أنفاسه بعد تذكر تلك الأحداث الدامية، ويستكمل قائلًا '' كان والدي في تلك الأحداث بالقسم يحرر المحضر، وأثناء وجوده بالقسم جاءت إشارة لمأمور القسم من مستشفى الزقازيق بوفاة ''عباطة'' خلال المشاجرة، فتم التحفظ على والدي حتى وقتنا هذا، بالرغم من إخلاء سبيله من النيابة 3 مرات ولم تنفذ الشرطة قرار النيابة، لان رئيس المباحث متحفظ عليه لحين تسليم اولاده. ودافع ''معبد'' عن نفسه قائلًا، وقت المشاجرة لم اكن متواجدا في مكان الحادثة، لتواجدي عند أقارب زوجتي بقرية فرسيس بدرب نجم الشرقية والتي تبعد قرابة 20 كيلو متر من عزبة الحريى محل الواقعة وهناك شهود بذلك، إلا أنني فوجئت باتهامى أنا ووالدي وشقيقي مصطفى بتوثيق '' عباطه '' والقائه على الأرض أمام الناس وقيام شقيقي ''ناصر'' باحضار سيفا من مسكنه وذبحه. وتابع، تركنا المنزل وغادرت والدتى إلى الصعيد، بعد أن حاول بعض الأشخاص بأدلاء شهادتهم في الواقعة، ولكنهم تلقوا ضربًا مبرحًا من أهالي القتيل، وبعد قرابة 10 أشهر عادت أمي إلي الشرقية لتزور والدى المحبوس، وأثناء توجهها للسجن قاموا بمراقبتها وتعدوا عليها بالسلاح الأبيض، كما نشرت الصحف. يجهش ''معبد'' بالبكاء، وهو يتحدث قائلًا ''اعتدوا عليها أكثر من 7 ساعات، حتى فارقت الحياة، ومثلوا بجثتها في الشوارع، في غياب للأمن أو تدخل الأهالي، برغم قرب المسافة لمديرية أمن الشرقية. وأنهى المتهم في جريمة قتل عمدي مع سبق الاصرار، حديثه قائلًا'' أطالب بالقصاص لوالدتي والتحقيق في الجريمة المتهم بها، بمعرفة ضباط أخرون غير المتواجدين بمباحث قسم الزقازيق، والإفراج عن والدي المحبوس دون وجه حق، وان ينظر وزير الداخلية في تلك القضية، لسرعة رد الظلم، وفي حالة عدم تحرك الشرطة، سأسلم نفسي بعد الأخذ بالثأر''.