أعربت لجنة حماية الصحفيين عن قلقها جراء الحصار الذي فُرض على مدينة الإنتائج الإعلامي، وهي مجمع يضم عدداً كبيراً من المؤسسات الإخبارية في القاهرة، وذلك في أعقاب سلسلة من التعليقات التحريضية المناهضة للصحافة التي أطلقها - على حد قولها - الرئيس محمد مرسي وأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين. وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، ''إن تصاعد خطاب الرئيس مرسي التحريضي ضد الصحافة الناقدة، هو أمر يثير قلقاً عميقاً، إن الرئيس لا ينهض بمسؤوليته بنشر مناخ من التسامح والاحترام لوجهات النظر التي تختلف عن وجهة نظره ووجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين''. وقالت اللجنة في تقرير لها اليوم، يأتي هذا التصاعد في الخطاب المناهض للصحافة من قبل الرئيس في أعقاب أسبوع من الاحتجاجات العنيفة أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة، والتي بلغت ذروتها في يوم الجمعة. ففي خطاب عام ألقاه الرئيس مرسي في يوم الأحد، اتهم مالكي وسائل الإعلام الإخبارية الخاصة بانتقاده وإهانته، وقال إن وسائل الإعلام حرّضت على العنف عبر تغطيتها للإعتداءات على المتظاهرين فقط - دون تغطية الاعتداءات التي تعرض لها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، حسب تقارير الأنباء. وأضافت اللجنة، إن جماعة الإخوان المسلمين رددت هذه التعليقات وعمدت إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للدعوة إلى فرض حصار في يوم الأحد على مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة، حسب ما جاء في البيان. وذكرت اللجنة، إن مجموعة على موقع فيسبوك تُدعى ''حملة إحنا شباب الإخوان، اعرفنا صح'' عملت على تشجيع المتظاهرين على حصار استوديوهات خمس قنوات فضائية خاصة، وهي الحياة، أون تي في، النهار، القاهرة والناس، سي بي سي، والتي تقع مقراتها داخل مدينة الإنتاج الإعلامي. وتابع التقرير: في يوم الخميس، اتهمت لجنة الأمن القومي التابعة للغرفة الثانية من مجلس النواب المصري وسائل الإعلام الخاصة بالتحيّز في تغطيتها الإخبارية، وقالت اللجنة إنه ينبغي على الحكومة أن تفرض الرقابة على وسائل الإعلام الخاصة، وفقاً لتقارير الانباء. كما وجه أحد المسؤولين ممن حضروا اجتماع اللجنة، السيد عصام العريان زعيم الأغلبية المؤلفة من جماعة الإخوان المسلمين، تهديداً لمراسلة صحيفة 'الوطن' حيث قال''عموماً أنا محضّر ليكم مفجأة خلال اليومين الجايين، هتخلي كل واحد في الإعلام يعرف حدوده''، حسبما أفادت الصحيفة. وقالت حماية الصحفيين في بيانها، ''في يوم الأحد، قام أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدون لها بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث أغلقوا الأبواب ومنعوا الصحفيين والضيوف من الدخول. وقام المحتجون بالإعتداء على الصحفيين لمنعهم من التصوير، وهتفوا بشعارات تهديدية وجهوها للصحفيين الموجودين داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، وهددوهم بالذبح بسبب إهاناتهم للرئيس مرسي، وفقاً لتقارير الأنباء. وقال حسين عبد الغني للجنة حماية الصحفيين، وهو مضيف برنامج إخباري شهير ومراسل سابق لقناة الجزيرة في مصر، إنه تعرض لاعتداء من قبل 10 أشخاص خارج مدينة الإنتاج الإعلامي، كما تم تحطيم زجاج سيارته. وقال إن المتظاهرين حاولوا إخراجه من سيارته وضربه، ولكن سائقه منعهم من ذلك. وأضافت اللجنة إن الإعلامية ريهام السهلي، مضيفة برنامج ''90 دقيقة''،للإعتداء كما تضررت سيارتها خلال الاحتجاجات، ومُنع نقيب الصحفيين ضياء رشوان، من دخول المدينة حسب التقارير. وقال الصحفي خالد داوود للجنة حماية الصحفيين، وهو يعمل في صحيفة الأهرام الأسبوعي، إنه تلقى تهديدات بالقتل نتيجة لكتاباته ودوره كمتحدث إعلامي باسم جبهة الإنقاذ الوطني، وزعم مؤيدو جماعة الإخوان المسلمين بأن الجبهة توفر غطاءً سياسياً للاحتجاجات العنيفة ضدهم. وأضافت اللجنة، واليوم، أصدر النائب العام المصري، طلعت عبدالله، أمرًا باعتقال خمسة نشطاء وصحفيين بعد أن اتهمهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين بالتحريض على العنف بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس مرسي، وفقاً لتقارير الأنباء. كما فرض النائب العام حظراً على سفر النشطاء الخمسة، ومن بينهم علاء عبد الفتاح ، وهو مدون شهير وجهت إليه السلطات خلال العام الماضي تهمة ''إهانة الجيش. وتعهد علاء عبد الفتاح عبر حسابه الشخصي، على فيسبوك، أن يمثل غدًا أمام النائب العام، في تحدي منه لما وصفه ب''الاتهامات الملفقة''. فيما قرر نشطاء آخرون من بينهم الكاتب الصحفي والناشط حازم عبد العظيم، أن يتجاهلوا ما أعتبروه مذكرة اعتقال غير شرعية.