منذ الشرارة الأولى لثورة 25 يناير، كانوا بين المتظاهرين، لا يلحظهم أحد فى البداية، ومع هدوء أحداث الثورة بعد انصراف غالبية المتظاهرين، مكثوا وحدهم فى الميدان؛ فمطالبهم فى العيش والحرية والكرامة الانسانية لم تتحقق بعد؛ لإنهم من قبل الثورة وبعدها لا يزالوا ''أطفال شوارع''. ''أطفال الشوارع''.. كانوا محل اهتمام لحملة ''مناديل ورق''، التى انطلقت دفعاً عما يتعرض له هؤلاء الأطفال من انتهاكات؛ فمنذ بداية الثورة تعرض أكتر من 200 طفل للاحتجاز من الشرطة العسكرية، ولا يزال بعضهم معرضاً للأحكام العسكرية والاحتجاز مع البالغين وسط أوضاع مزرية، لتهدف حملة ''مناديل ورق'' لتكون الحملة الشعبية لحماية الطفل، وهدفها تفعيل قانون الطفل لحمايته من الانتهاكات. تقول ''أميرة قطب'' من الأعضاء المؤسسين للحملة إن ''مناديل ورق'' ظهرت مع بداية المحاكمات العسكرية فى أبريل من العام السابق، فى الوقت الذى تغيب فيه عدد كبير من أطفال الشوارع، وتواجد عدد كبير منهم فى الأقسام والاعتقالات دون أى ضمانة حقوقية لهم. وقالت ''أميرة'' إن سبب تسمية الحملة بهذا الاسم أن هناك شبه كبير بين استخدام المجتمع للمناديل الورق، وتعامله مع أطفال الشوارع، كما أن أطفال الشوارع بهم هشاشة لا يتخملوها من المجتمع، وتعتبر مناديل الورق التى يراها المجتمع شئ صغير ومهمل هو كل رزقهم . وتضيف ''أميرة'' أن عدد أطفال الشوارع الذين يتعرضوا لانتهاكات أو تعذيب أو اعتقالات فى زيادة مستمرة، خاصةً بعد أحداث مجلس الوزراء، بجانب خطاب ''الكراهية'' فى الإعلام تجاه أطفال الشوارع، وإظهارهم بأنهم مجرمين ومذنبين وأنهم ''الطرف الثالث''. ''للأسف الانتهاكات الأمنية وحملات الاعتقالات لأطفال الشوارع من الشرطة لا تراعى إنسانية هؤلاء الأطفال، وحتى بعد هدوء الأوضاع فى ميدان التحرير أو أى ميدان للتظاهر، بحيث تستمر الاعتقالات بعد انتهاء الاشتباكات، وللأسف لا يوجد سند قانونى للقبض عليهم''.. قالتها ''أميرة'' . وتساعد ''مناديل ورق'' فى توفير ''خط ساخن'' من أجل الدفاع عن هؤلاء الأطفال، بالإضافة إلى الأطفال مجهولي الهوية، وتوثيق حالات الوفاة للأطفال المجهولين فى المشرحة من الأطفال المتوفين، بالأضافة للتعاون مع جبهة الدفاع عن المتظاهرين من أجل حصر لعدد الأطفال والمساندة الحقوقية لهم.