زار وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي بنغازي معقل المعارضة الليبية يوم الاربعاء لإظهار دعم أوروبا لقضيتهم ولتسليم معونات طبية. وسيكورسكي أول ممثل حكومي كبير من مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا يزور بنغازي منذ انتفضت ضد الزعيم معمر القذافي في فبراير شباط. وتتألف المجموعة من الولاياتالمتحدة ودول أوروبية كبرى وبعض الدول العربية. وقال سيكورسكي لرئيس المجلس الوطني الانتقالي المعارض مصطفى عبد الجليل " الحل الوحيد بالنسبة لليبيا هو رحيل العقيد (معمر) القذافي عن السلطة والشروع في عملية دستورية تقود ليبيا الى الديمقراطية. "نتمنى للشعب الليبي النصر في (مساعي) التحول الديمقراطي." واسترجع عبد الجليل الذي كان يتحدث عبر مترجم كفاح بولندا نفسها من اجل الديمقراطية خلال الحقبة الشيوعية. واضطرت طائرة سيكورسكي التي كانت تقل مستلزمات طبية لليبيين الى الغاء اولى محاولاتها للهبوط في بنغازي بعد تحذير من وجود قنبلة في المطار. وهلل سكان بنغازي لموكبه في وقت لاحق لدى مروره في المدينة. وتحرص وارسو التي ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في يوليو تموز على تبديد التلميحات الى انها لاتزال تركز اكثر مما ينبغي على جيرانها الشرقيين مثل اوكرانيا وروسيا البيضاء وتتجاهل الاحداث في شمال افريقيا. وقال سيكورسكي للصحفيين الذين كانوا معه على الطائرة في الطريق الى بنغازي "ازور بنغازي بعد الاتفاق على الزيارة مع (مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي) كاثرين اشتون عشية رئاستنا للاتحاد الاوروبي لتسليط الضوء على اهتمام بولندا بتمثيل الاتحاد الاوروبي في كل من البعدين الشرقي والجنوبي." وعادة ما تتعرض بولندا وهي حليف قوي لحلف شمال الاطلسي لانتقادات في بعض الدوائر لرفضها المشاركة في العمليات العسكرية التي يقودها الحلف ضد قوات القذافي. ولبولندا نحو 2500 جندي يخدمون في المهمة التي يقودها حلف الاطلسي في افغانستان لكن رئيس الوزراء دونالد تاسك الذي يواجه انتخابات في اكتوبر تشرين الاول متردد في تقديم أي التزامات عسكرية خارجية أخرى. لكن تاسك تعهد بتقديم معونات انسانية وارسل وفدين الى تونس لاستكشاف كيف يمكن لبولندا تقديم النصح بناء على تجربتها في التحول الديمقراطي الى الاصلاحيين في تونس حيث بدأ "ربيع العرب". واكد سيكورسكي لعبد الجليل ان الاتحاد الاوروبي اعترف بالمجلس الانتقالي المؤقت "كمحاور مشروع". وكانت بعض الدول الاوروبية مثل فرنسا قد اعترفت بالمجلس المعارض كممثل رسمي لليبيا لكن دولا اخرى ومن بينها بولندا لم تصل الى حد الاعتراف الكامل بالمجلس خشية امكانية ان يتسبب ذلك في تقسيم البلاد. وابلغت اشتون البرلمان الاوروبي في ستراسبورج في وقت سابق يوم الأربعاء ان الاتحاد الاوروبي يعتزم فتح مكتب في بنغازي لتوفير المساعدة للمجلس الوطني الانتقالي في مجال الرعاية الصحية والتعليم واصلاح قطاع الامن.