مسافرون يهرولون للحاق بقطارتهم، عمال يعملون بانهماك شديد، أفراد الأمن ينتشرون بكثافة في كل مكان.. هكذا الحال '' في محطة مصر'' بعد حادثة ''قطار أسيوط''؛ على الرغم من الرعب الذى أصبح يدب في نفوس كل مرتادي القطارات يومياً إلا أن رواد المحطة أصبح يساورهم الشعور بالراحة والأمن داخل أركانها. فمنذ وقعت هذه الحادثة انتشر الأمن في المحطة بشكل غير مسبوق لم يعهده مرتاديها من قبل؛ فرجال الأمن ينتشرون على كل الأرصفة إلى جوار معاوني المحطة ونظارها، يستوقفون من يدخلها دون ''شنطة'' سفر ليسألوه عن وجهته وتذكرته، يحاولون أن يبثوا الطمأنينة في نفوس المسافرين ويساعدوهم على الوصول لقطاراتهم .
هذه الحالة الغير معهودة من الاهتمام لفتت انتباه الكثير ممن يترددون على المحطة؛ حيث أكد بعضهم أنه منذ انتشار الأمن بهذه الصورة، قلت حالات السرقة في المحطة بشكل ملحوظ، وأصبح الجميع يؤدى عمله ''على أكمل وجه''. ''عم محمد'' - أحد مرتادي محطة مصر منذ أكثر من عشين عاماً - يقول : '' أنا بقالى عشرين سنة بسافر كل يوم بالقطر لطنطا، عمرى ما شوفت المحطة بالنظام ده، قبل الحادثة كانت ممكن تتسرق أي حاجة أحطها جمبى لو غفلت عنها دقيقة، إنما دلوقتى من ساعة ما الأمن انتشر على الأرصفة، الحال بقى مختلف''. فيما يرى ''هيثم محمد'' - طالب بكلية الطب - أن ما يحدث من تكثيف انتشار الأمن ما هو إلا رد فعل طبيعي على ''حادثة أسيوط'' وبأنها ''زوبعة أمنية'' سرعان ما ستنقضي ويعود الوضع إلى سابق عهده.
''هايدى رضا'' - إحدى المترددات على المحطة بشكل دائم - ترى أن المحطة تشهد أحسن حالتها خاصة بعد حادثة ''قطار أسيوط'' فتقول : '' من ساعة الحادثة وكل حاجة في المحطة ماشيه زي الساعة ''الأمن والنظار والمعاونين حتى عمال النضافة''، لكن الأهم إننا نحس بالأمان واحنا جوا القطّر مش واحنا واقفين ع الرصيف بس.. وإننا نركب قطر آدمي مش قطّر عارفين إنه إما يوصلنا لبلدنا أو لأخرتنا''.