قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون، أن الأسى والحزن يزداد ويتعاظم حينما ندرك أن العالم كله الآن في حاجة لمن ينقذ البشرية كلها من طغيان المادية الجارفة، والانحلال الأخلاقي، والخواء الروحي، والظلم الاجتماعي، والتمييز العنصري، ومن اختلال القيم والموازين والأعراف والقوانين؛ مما أدى إلى تعاسة الإنسان وانتهاك حقوقه وامتهان كرامته، والتي وصلت إلى التعذيب والاغتصاب وسفك الدماء وقتل النساء والأطفال بلا وازع من دين أو خلق أو ضمير. وشدد بديع خلال رسالته الأسبوعية على أنه لا ينقذ البشرية الضائعة من كل هذا إلا وحي إلهي، وهدي نبي مرسل ومؤيد من السماء، وقد كان محمد صلى الله عليه وسلم هو ذاك النبي، خاتم النبيين، وآخر المرسلين من الله تعالى إلى كل العالمين. وأوضح المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون، ان كثرة أعداد الأنبياء والمرسلين رحمةً من الله تعالى بخلقه، حتى إنه كان يوجد في بعض الأوقات أكثر من نبي في زمان واحد؛ لتباعد الأقطار وصعوبة التواصل، كبعثة إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ولوط في زمان واحد، ثم يعقوب ويوسف، ثم موسى وهارون، وزكريا ويحيى وعيسى، عليهم جميعًا وعلى نبينا الصلاة والسلام، وكلهم كان يبعث إلى قومه خاصة فقط. وقال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون، أن النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، استطاع أن يحيي أمة من العدم، وأن يرتقى بها في مدارج الكمال، حتى انتشر نورها وعم خيرها وسادت مبادئها وتوطد سلطانها في قارات ثلاث، في أقل من ثلاثين سنة، وامتدَّ نورها بعد ذلك ليعم البشرية كلها شرقًا وغربًا- ووصل النور إلى أوروبا ليخرجها من ظلمات القرون الوسطى إلى نور الحضارة والتمدن من خلال الأندلس عاصمة الحضارة الإسلامية في بلاد الغرب كما شهد بذلك كل المنصفين من علماء الغرب والشرق على سواء. ووجه بديع، في ختام رسالته، دعوة إلى العالم الغربي بأن يستمع لكلمات حكمائه وإقرار فلاسفته، وأن يتعرف إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وفق منهجٍ علمي وتمحيصٍ حضاري، بدلاً من السباب والشتائم، ليعلم أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هي الوحيدة التي تستطيع أن تزين حضارتهم المادية بالرقي الروحي والسمو الأخلاقي؛ لتضمن لهم سعادة الآخرة ورفاهية الدنيا في توازن وانسجام مع اطمئنان القلب وراحة الضمير.