وصف المبعوث الدولي الجديد لسوريا الأخضر الإبراهيمي مهمته المقبلة بأنها شبه مستحيلة. وقال في حديثٍ لبي بي سي إنه يخشى ثقل المسؤولية التي يحملها منصبه. وقال الإبراهيمي الدبلوماسي المحنك الذي خلف كوفي عنان الذي قال إنه لم يعد ير سبيلا لإنجاز مهمته. وقال الإبراهيمي في مقابلة مع بي بي سي في نيويورك ''أدرك كم هي صعبة - إنها تقريبا مستحيلة. لا أستطيع أن أقول إنها مستحيلة- (إنها) تقريبا مستحيلة''. عبء وأقر الإبراهيمي أيضا ببعض المخاوف حيال مهمته، قائلا إنه يفهم إحباط البعض حيال غياب تحرك دولي في سوريا. وقال ''أشعر بالذعر من ثقل مسؤوليتي. الناس تقول الناس تموت ولأنت ماذا ستفعل؟'' ونحن لا نفعل الكثير وهذا في حد ذاته ثقل مرعب''. وكان الأخضر الإبراهيمي، قد دعا السبت عند تولي مهمته، جميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف، مشددا على تحمل الحكومة السورية المسؤولية الأكبر في إنهاء الأزمة. وأبلغ الحكومة السورية أيضا أن التغيير ''عاجل'' و''ضروري'' وحث الحكومة السورية على القيام به من أجل الوفاء بالمطالب'' الشرعية'' للشعب السوري. وكان القتال قد تصاعد في سوريا رغم الهدنة التي توسط فيها كوفي عنان. وقال نشطاء معارضون إن نحو 20 الف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة ضد الحكومة السورية في مارس عام 2011. وذكر نشطاء أن نحو خمسة آلاف شخص لقوا حتفهم في سوريا خلال أغسطس الماضي، مما يجعل هذا هو الشهر الذي يسقط فيه أكبر عدد من الضحايا منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل أكثر من 17 شهرا. ميدانيا أعلن التلفزيون السوري الأحد وقوع ما وصفه ''بتفجير إرهابي'' ناجم عن عبوتين ناسفتين في شارع المهدي بن بركه بحي أبو رمانه الذي يضم مقري الجيش والقوة الجوية بالعاصمة دمشق. وأضاف التلفزيون ان التفجير وقع بالقرب من كتيبة الحراسة واسفر عن إصابة أربعة أشخاص. إلا أن ناشطين معارضين قالوا من جانبهم إن التفجير استهدف مبنى الأركان العامة الواقع في ذلك الحي. وأدعى تنظيم تابع للجيش السوري الحر يطلق على نفسه اسم ''كتيبة أحفاد الرسول'' مسؤوليته عن التفجير في رسالة نشرها في موقع (فيسبوك). وقال التنظيم، الذي هدد بمهاجمة القصر الرئاسي، إن ''العملية جاءت ردا على مذابح داريا'' التي راح ضحيتها 330 شخصا على الأقل. يذكر ان مسلحي المعارضة والقوات الحكومية مشتبكون في معركة شرسة من أجل السيطرة على العاصمة منذ يوليو الماضي. من جانب آخر، قالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى برصاص القوات الحكومية وصل الأحد إلى مائة وستة عشر شخصا معظمهم في دمشق وريفها، بينهم خمسة وثلاثون في قرية الفان الشمالي بحماة. مطالب مالية وعلى صعيد الأوضاع الإنسانية، رفع الأردن بشكل حاد سقف مطالبه المالية من المجتمع الدولي لقاء إيواء اللاجئين السوريين. ففي طلب مشترك وجهته السلطات الاردنية ومفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قال الاردن إنه يحتاج الآن الى 700 مليون دولار ليتمكن من مواجهة ما يصفه بالأزمة التي حلت به جراء تدفق اللاجئين من سوريا. وكان الأردن يطالب منذ أيام قليلة فقط ب 400 مليون دولار. ويقول الأردنيون إن الأزمة الإنسانية تتفاقم على حدودهم مع سوريا، وإنهم يتمكنون بالكاد من تحمل سيل اللاجئين المتدفق عبر الحدود. وكان وزير التخطيط الاردني جعفر حسن قد قال امس السبت إنه يتوقع ان يرتفع عدد اللاجئين السوريين القادمين إلى بلاده إلى 240 الف لاجئ من عددهم الحالي البالغ 180 ألفا، مضيفا أن ذلك ''سيشكل عبئا على موارد الأردن الشحيحة من الماء والطاقة''. وقال الوزير الاردني إن تدفق اللاجئين السوريين ''سيبلغ قريبا حدا لا تتمكن الحكومة الأردنية تحمله،'' مضيفا ''لقد أصدرنا هذا الطلب المشترك لنتمكن من مواصلة توفير المساعدات الإنسانية لأشقائنا السوريين''.