سعى زعماء جنوب شرق اسيا يوم السبت لحل نزاع حدودي تسبب في سقوط قتلى بين تايلاند وكمبوديا وأثار شكوكا جديدة بشأن مدى واقعية خطط المنطقة كي تصبح منطقة اقتصادية للتجارة الحرة. واسفرت الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا - التي تدور ظاهريا حول بعض المعابد القديمة على الحدود لكن تحركها ايضا قوى سياسية داخلية في كلا البلدين- عن مقتل 18 شخصا في الاسبوعين الاخيرين. وتغذي المواجهة--وعدم قدرة رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) فيما يبدو على التوصل لاتفاق قادر على الصمود--الشكوك في طموحات التكتل ويمكن أن تلقي بظلالها على اللقاء السنوي للرابطة الذي يستمر يومين مثلما حدث في السابق بسبب الجدل بشأن ميانمار. وقال وزير الاتصالات الاندونيسي تيفاتول سيمبيرينج لرويترز في بداية الاجتماع في جاكرتا "تأمل الولاياتالمتحدة والامم المتحدة في ان تتمكن اندونيسيا بوصفها كبرى دول جنوب شرق اسيا من المساعدة في حل هذا النزاع." وتمثل رابطة اسيان -التي تضم عشر دول بعضها من اسرع اقتصادات العالم نموا ويبلغ عدد سكانها 500 مليون نسمة - منطقة تزداد قوة اقتصادية لكن كثيرا ما توصف بأنها منتدى للنقاش فقط وانها تتبنى سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للاعضاء. وتحول القتال بشأن معبد برياه فيهير الذي يعود تاريخه الى 900 عام والمدرج على قائمة منظمة التربية والعلوم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث العالمي الى ادمى صراع في جنوب شرق اسيا منذ عقود واضعف صورة اسيان. وقال وزير الخارجية الكمبودي هو نامهونج "لا نستطيع سحب قواتنا مطلقا من اراضينا. يجب ان يكون ذلك واضحا جدا." ولم يذكر الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو النزاع في الكلمة الافتتاحية للاجتماع يوم السبت حيث ركز بدلا من ذلك على التحديات الاقليمية المتمثلة في الغذاء وامن الطاقة واسراع الخطى نحو اقامة تجمع اقتصادي. وتضم الرابطة دولا تمتد من اندونيسيا الغنية بالنفط والغاز وماليزيا وبروناي وفيتنام وماليزيا وتايلاند اكبر مصدر للارز في العالم الى سنغافورة المركز التجاري ولاوس الغنية بالموارد الطبيعية وكمبوديا والفلبين. واتفقت اسيان مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية على ان يكون لديها احتياطي من الارز يتجاوز سبعة ملايين طن للحماية من الاسعار المتقلبة لهذه السلعة التي ارتفعت هذا العام قبل ان تنخفض هذا الاسبوع على نحو غير متوقع. وقال يودويونو في الكلمة "الامن الغذائي سيكون تحديا كبيرا للاسيان. الدول على هذه الارض ستواجه وضعا تنافسيا على الموارد الشحيحة الخاصة بالاحتياجات اليومية." واضاف الرئيس الاندونيسي انه يتعين على دول الرابطة تبادل التجارة والاستثمارات وذلك بعد اسبوع من لقائه برئيس الوزراء الصيني وين جيا باو الذي تعهد بتقديم قروض قيمتها تسعة مليارات دولار لاصلاح البنية الاساسية المتداعية في اندونيسيا والاسراع باقامة روابط للنقل بين دول الرابطة والصين. وتابع يودويونو "ما زلنا لا نملك اشياء كثيرة." وقال ان الزعماء سيناقشون ايضا ادارة الكوارث في اعقاب الزلزال المدمر وامواج المد العاتية اللذين ضربا اليابان الشريك التجاري الرئيسي للتكتل في شهر مارس اذار الماضي. من نيل تشاترجي (شاركت في التغطية تيلي ناتاليا واديتيا سوكارموكو واوليفا روندونوو)