من المنتظر أن يلتقي أفضل الرياضيين في العالم قريباً بالعاصمة البريطانية لندن للتنافس في دورة الألعاب الأوليمبية التي تستضيفها مدينة الضباب هذا الصيف. وثمة فرصة سانحة للسائح العادي لكي تتحول زيارته للمدينة في تلك الأثناء إلى حدث رياضي بغض النظر عن ضيق الوقت وقلة المال. وفيما يلي نظرة عامة على الرياضات التي يمكن للسائح ممارستها في لندن: اللياقة البدنية: يشتهر أهل لندن منذ زمن أنهم يسيرون بسرعة لا تصدق، فتراهم وكأنهم دائماً على عجل، فتجد أن أغلب سكان المدينة لا يقفون على السلم المتحرك بل يقفزون من فوقه، لذا يُنْصَح السائحون بالمدينة بالوقوف إلى يمين السلم وعدم الوقوف يساراً تجنباً لاعتراض طريق الواثبين لدرجات هذا السلم من أهل البلدة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن الكثير من الموظفين يمارسون رياضة المشي السريع صباحاً أثناء ذهابهم إلى عملهم، كما يذهبون سريعاً خلال راحة الغداء إلى صالة تدريبات اللياقة البدنية. وفي الوقت الحالي تُمثل تدريبات لياقة الجيش البريطاني أحدث التوجهات، يتمثل ذلك في التدريبات التي تتلقاها مجموعات صغيرة ويشرف عليها ضباط سابقون في الجيش البريطاني يرتدون زياً عسكرياً في المتنزهات الملكية، ويتجلى نجاح هذه التدريبات في كون أصوات الأوامر الهادرة أصبحت في الوقت الراهن جزءاً لا يتجزأ من الضوضاء الخلفية لحديقة الهايد بارك. ركوب الدراجات: يحرص كثير من سكان لندن على الذهاب إلى أعمالهم بالدراجات. ويعمل عمدة المدينة بوريس جونسون، الذي أعيد انتخابه مؤخراً، على توفير هذه الوسيلة؛ فترى دراجات للإيجار في كل أنحاء المدينة تحمل اسم دراجات بوريس، غير أن إمكانية التجوال في أنحاء المدينة على متن دراجة تكاد تكون غير معروفة بين السائحين؛ لذا فهناك مرشدون متخصصون يعرفون أحسن الطرق للقيام بمثل هذه الجولة ويقدمون خدماتهم، ويمدون عملائهم بالكثير من المعلومات القيمة. ركوب الخيل: ينظم اصطبل Hyde Park Stables في حديقة هايد بارك الواقع بالقرب من محطة مترو الأنفاق "لانسستر جيت"، رحلات بالخيل وحصص فروسية. ويمر طريق السير بالخيل عبر بحيرة سيربنتين. التزلج: يُعد التزلج من أروع الجولات التي يمكن أن يقوم بها زوار لندن في المساء وبدون مقابل؛ إذ يلتقي كل يوم جمعة مئات المتزلجين للتجول عبر المدينة معاً، علماً بأنه يُسمح باستخدام كل أنواع أحذية التزلج. ولا تتيح هذه الجولات التعرف على المدينة فحسب، بل على الناس في المقام الأول؛ إذ أن أفراد مجموعة التزلج يتوزعون بعد الجولة على الحانات القريبة، ويتراوح مسار التزلج بين 15 إلى 25 كيلومتراً ويختلف هذا المسار من مرة إلى أخرى لكنه يبدأ دائماً من عند قوس ولينغتون بالقرب من ركن حديقة هايد بارك. وبالنسبة للمتزلجين الذين لا يرغبون في السير بسرعة، هناك جولة "صنداي سترول" التي تقام في الساعة الثانية من بعد ظهر كل يوم أحد والذي يبدأ من طريق سيربنتين في متنزه هايد بارك، وتُعد هذه الجولة الأمثل بالنسبة للسائحين الذين يصطحبون أطفالاً. التجديف: تتسم مسابقات التجديف بين مراكب كامبريدج وأوكسفورد بالطابع الأسطوري، وبالنسبة للمواطن العادي فإن أفضل مكان يمكن أن يمارس فيه رياضة التجديف هو بحيرة سيبرينتين الأفعوانية في متنزه هايد بارك الذي يوفر 110 قارباً لهذه الرياضة. ومن المنتظر إقامة مسابقات أثناء دورة الألعاب الأوليمبية تشمل مسابقات سباحة وترياثلون (عبارة عن سباق ثلاثي يبدأ بالسباحة ثم ركوب الدراجات وينتهي بالجري)، كما يوجد بالبحيرة جزء مخصص للسباحة، وهو الجزء الذي تفضل الجميلات التردد عليه. وفي مقهى الليدو يمكن للزائر أن يستمتع بألذ وأطيب المشروبات والمأكولات. السباحة: على الرغم من أن إغلاق الكثير من حمامات السباحة العامة في انجلترا خلال فترة حكومة رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر، إلا أنه لا يزال هناك العديد من البدائل الرائعة، مثل مسبح "هامبستيد هيث" الواقع على تل جميل كان الفيلسوف المعروف كارل ماركس يلهو عليه مع صغاره. ويوجد مسبح مُخصص للرجال ذا كثافة عالية وأخر للنساء مخبأ خلف الأشجار السامقة وثالث مختلط. التزحلق على الجليد: على الرغم من أن لندن ستستضيف دورة الألعاب الأوليمبية خلال فصل الصيف، إلا أنه من الممكن التفكير في مثل هذا الوقت في ممارسة رياضات شتوية أيضاً؛ حيث تقدم محطة مترو الأنفاق "أنجل" رحلة على متن سلمها المتحرك إلى مكان يرتفع 60 متراً عن الأرض، وعند الوصول يقوم الزوار الذين يتميزون بروح الإقدام برحلة العودة إلى الأرض على متن زلاجاتهم.
