يُسدل اليمنيون غدا الثلاثاء الستار عن حكم الرئيس علي عبد الله صالح، عندما يذهبون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي سيكون نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي المرشح الوحيد فيها بعد عام من الاضطرابات والاحتجاجات على حكم صالح الذي قاد البلاد طوال 33 عاما. ويقاطع الانفصاليون في جنوب اليمن والمتمردون الحوثيون في الشمال الانتخابات؛ لكن محللين يقولون إن من غير المرجح أن يشاركوا في أي عنف بهدف تعطيل الانتخابات. وفي الجنوب ينشط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ويسيطر على عدد من المدن الأخرى هناك منذ نحو عام. وتأتي الانتخابات في وقت يتصاعد فيه التوتر بشكل ملحوظ في جنوب اليمن، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وشهود عيان. نفذت السلطات ليمنية حملة اعتقالات طالت مسلحين ينتمون إلى الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال، ليل الأحد وصباح الاثنين حسبما أفاد مصدر أمني لوكالة ''فرانس برس''. وقال المصدر في عدن، كبرى مدن الجنوب، إن الاعتقالات ''استهدفت مجموعات مسلحة تابعة للحراك الجنوبي تحاول منع المواطنين من المشاركة في الانتخابات بقوة السلاح''. وأضاف نفس المصدر ''أن هذه العناصر حاولت زرع الخوف في نفوس المواطنين من خلال إطلاق شائعات بأن يوم 21 فبراير سيشهد أعمال عنف''. وتابع قائلا: ''هذا كلام غير صحيح ونحن نطمئن سكان عدن بأن الأمور تحت السيطرة تماما وان اللجنة الأمنية قد حسمت أمرها في عدم وجود أي عراقيل تواجه الانتخابات''. غير أن مسؤولا يمنيا قال إن ''انفجارا هز مركز اقتراع في مدينة عدن بجنوب اليمن اليوم الاثنين وسمع إطلاق نيران بعد وقت قصير من الانفجار. وتابع المسؤول أن الانفجار''سبب فجوة كبيرة في جدار المبنى وهشم زجاج نوافذ قريبة''. وأوضح أن السلطات تحقق في الواقعتين. وذكر مسؤول لوكالة ''رويترز'' أن جندي لقي حتفه وأصيب آخر عندما فتح مسلحون مجهولون النار على دورية تابعة للجيش في الحي ذاته عقب وقوع الانفجار. وأضاف أنه لم تقع إصابات في الانفجار. ولم يتسن للمسؤول تأكيد ما اذا كان الحادثان مرتبطين. وسلم صالح السلطة إلى هادي في نوفمبر الماضي بموجب ''المبادرة الخليجية'' وهي اتفاق لنقل السلطة رعته دول مجلس التعاون الخليجي بمساعدة من الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وحفلت العاصمة صنعاء بملصقات دعائية للمرشح الرئاسي الوحيد، عبد ربه منصور هادي البالغ من العمر 66 عاما، قائما بأعمال الرئيس بعد ''المبادرة الخليجية''، وقد وضعت فوق بقايا صور صالح، في علامة واضحة على نهاية عهد رابع حاكم عربي يُطاح بحكمه بعد ثورات تونس ومصر وليبيا. وقد دعمت الولاياتالمتحدة وأوروبا ودول أخرى الاتفاق الذي بات يُعرف ب ''المبادرة الخليجية''، إلا أن الحرب الأهلية لا تزال تشكِّل خطرا محدقا يتهدد اليمن الذي يعصف به تمرد في الشمال، وحركة انفصالية في الجنوب، وجناح للقاعدة زادته الأوضاع المتردية جرأة، وأزمة اقتصادية اقتربت به من حافة المجاعة. ونقلت ''بي بي سي'' عن المحلل السياسي عبد الغني الأرياني قوله إنه إذا لم تفِ الحكومة الجديدة بواجبها في التواصل مع الجنوبيين والمتمردين الحوثيين والشباب وبإعادة دمجهم في النسيج الاجتماعي للبلاد، فلا سبيل لتفادي مثل تلك الحرب. وأيدت ودعمت القوى الغربية والإقليمية لتفاق نقل السلطة والتي اعتبرته ''انتصارا للدبلوماسية''؛ حيث أشاد نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون برينان، الذي يزور اليمن، بجهود هادي في محاربة القاعدة، إذ قال في تصريحات أدلى بها الأحد إن واشنطن تأمل في أن يصبح اليمن نموذجا يُحتذى للتحول السياسي السلمي في الشرق الأوسط.