بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس زيارة الى موسكو تهدف الى حث روسيا على خفض تعاونها مع ايران وسوريا وذلك غداة تفجير في القدس. وقتلت امرأة بريطانية واصيب اكثر من 30 شخصا حين انفجرت قنبلة في حافلة في القدس الاربعاء بعد ساعات على توعد فصائل فلسطينية بالرد على الغارات الاسرائيلية على غزة ما يهدد بتصعيد في اعمال العنف في الشرق الاوسط. وقال مسؤول اسرائيلي في موسكو ان نتانياهو سيركز مباحثاته مع المسؤولين الروس على التفجير وان المواضيع الاخرى التي اقترحت موسكو مناقشتها لن تأخذ حيزا كبيرا. وسيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي وصل في وقت مبكر صباح الخميس اولا الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف ثم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف. ومن المتوقع ان يحث روسيا على عدم تقديم دعم لايران وسوريا وسط استمرار القلق الاسرائيلي حول علاقات روسيا بطهران والتزامها في الاونة الاخيرة بارسال الصواريخ المضادة للسفن الى سوريا. يشار الى ان روسيا تعتبر مصدرا رئيسيا للاسلحة الى العالم العربي بما يشمل دول لا تعترف باسرائيل، وصادرات الاسلحة الروسية كانت تشكل على الدوام مصدر قلق للقادة الاسرائيليين. وقال مسؤول اسرائيلي كبير ان "مبيعات الاسلحة الى منطقتنا امر ياخذ حيزا كبيرا من وقتنا"، مؤكدا ان المسألة ستبحث في موسكو. وكانت روسيا وافقت على ارسال شحنة كبرى من صواريخ ياخنوت العابرة المضادة للسفن الى سوريا في 2007، في عقد تعهدت بتطبيقه ما اثار استياء اسرائيل. كما ان روسيا بنت اول محطة نووية في ايران في مدينة بوشهر رغم انها اوقفت عقدا لتسليم صواريخ اس-300 لايران بموجب العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية. وقال المسؤول الاسرائيلي "سنحاول ان نحمل روسيا على اتخاذ موقف اكثر فاعلية ضد ايران". واضاف "هناك دولة واحدة تحاول ان تهيمن في المنطقة، وهذا امر سيء لروسيا كما هو مسيء لنا. وسيكون الامر اكثر سوءا للجميع اذا امتلكوا السلاح النووي" في اشارة الى برنامج ايران النووي. وتواجه روسيا معضلة ارضاء حليف مهم وفي نفس الوقت الحفاظ على صناعتها الاساسية في الاسلحة التي قد تشهد خسائر بقيمة اربعة مليارات دولار سبب العقوبات على الزعيم الليبي معمر القذافي في ليبيا. وتأتي زيارة نتانياهو غداة تفجير القدس الذي اوقع قتيلة و30 جريحا. وقال نتانياهو قبل مغادرته الى روسيا ان اسرائيل ستدافع عن نفسها "بعزيمة صلبة" من الهجمات. واضاف "انها (المجموعات الفلسطينية المسلحة) تحاول اختبار عزيمتنا وتصميمنا، وستكتشف ان هذه الحكومة وجيش وشعب اسرائيل لديهم عزيمة صلبة للدفاع عن بلادهم". وقال مسؤولون اسرائيليون كبار ان وكالات الاستخبارات الاسرائيلية تحقق ما اذا كانت حماس مسؤولة عن تفجير القدس وما اذا كان ذلك على علاقة بتصعيد العنف في الاونة الاخيرة في قطاع غزة. واضافوا انه اذا تبين ان حماس ارسلت خلية لتنفيذ هجوم القدس ردا على قصف غزة، فان اسرائيل ستعتبر ذلك تصعيدا فعليا. وقال مسؤول اسرائيلي كبير رفض الكشف عن اسمه ان "اسرائيل ليست بوارد التصعيد، واذا حصل تصعيد فسيكون من فعل حماس". وكانت روسيا دانت مساء الاربعاء الهجوم معتبرة اياه "عملا ارهابيا همجيا"، مؤكدة انه يجب عدم السماح بزعزعة استقرار عملية السلام في الشرق الاوسط. كما تأتي زيارة نتانياهو الى موسكو بعد يومين على زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي عبر خلالها الرئيس الروسي عن قلق موسكو ازاء تأثير الاحداث الجارية في مختلف الدول العربية، ولا سيما في ليبيا، على عملية السلام. واعلن الكرملين ان الوضع في ليبيا ومصر ومسائل اقليمية اخرى ستعطى اولوية في محادثات الخميس. وهي الزيارة الرسمية الثانية لنتانياهو الى موسكو منذ توليه مهامه في العام 2009.