بغداد (رويترز) - قال مسؤولون يوم الجمعة ان اقليم كردستان العراقي الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي رفض مطالب من الحكومة المركزية في بغداد بسحب قوات كردية تطوق مدينة كركوك النفطية في شمال البلاد. وقال مسؤول كردي رفيع ان نحو 12 الفا من قوات البشمركة المسلحة تسليحا ثقيلا طوقت كركوك لتأمين المدينة من تهديدات بهجمات خلال احتجاجات الاسبوع الماضي. وقال مصدر بالحكومة العراقية طلب عدم نشر اسمه ان تلك الخطوة أثارت توترات في المدينة المتنازع عليها بشمال العراق ودفعت رئيس الوزراء نوري المالكي للمطالبة بسحبها على الفور. وتعتبر الخلافات الممتدة منذ أمد بعيد بين العرب والاكراد والتركمان بشأن الارض والنفط في كركوك ومناطق شمالية أخرى متنازع عليها نقاطا ساخنة محتملة لاندلاع صراع في المستقبل بالعراق في الوقت الذي تستعد فيه القوات الامريكية للانسحاب بحلول نهاية العام. وقال جعفر مصطفى وزير شؤون البشمركة في حكومة كردستان يوم الجمعة ان القوات باقية في مواقعها. واضاف مصطفى ان وجود هذه القوات مؤقت لكن هذا يعتمد على زوال التهديدات من خلال تقديم ضمانات بحماية السكان وانه بدون انهاء التهديدات وتقديم ضمانات لن تنسحب البشمركة. وكادت القوات العراقية والبشمركة ان تشتبك خلال العامين الماضيين بينما سعي المالكي لتكثيف تواجد الحكومة المركزية داخل المناطق المتنازع عليها وحولها. وتدخل الجيش الامريكي عدة مرات للحيلولة دون وقوع قتال. ومن المقرر ان تنسحب القوات الامريكية تماما بحلول نهاية هذا العام وفق اتفاق امني مع العراق. وقال اللواء علي غيدان قائد القوات البرية العراقية ان كركوك مدينة عراقية وحمايتها مسؤولية قوات الامن العراقية وتواجد قوات البشمركة في هذه المناطق غير قانوني. وقالت مصادر عربية وكردية ان قوات البشمركة مسلحة بمدفعية صغيرة ومتوسطة وبنادق ايه.كيه 47 ولديها عربات مدرعة. وقال المصدر بالحكومة العراقية ان المالكي اتصل بكل من رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني والرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي لحثهما على سحب القوات. وقال المصدر "قيل لهم ان الوضع في كركوك حساس وان تواجد هذه القوات ربما يفجر الوضع هناك." وقال المصدر ان المالكي كان توصل في وقت سابق الى اتفاق مؤقت مع مسؤولين أكراد في بغداد بشأن سحب القوات لكنها لم تنسحب حتى الان.