اعلنت مساعدة قاضي موسكو الذي مدد الحكم بسجن ميخائيل خودوركوفسكي حتى العام 2017، ان السلطات الروسية تدخلت لتشديد الحكم، ليلتقي كلامها بذلك مع ما يكرره المدافعون عن خودوركوفسكي قطب النفط الروسي والمعارض الشرس للكرملين. وجاء كلام ناتاليا فاسيلييفا الاثنين في مقابلة مع صحيفة غازيتا الالكترونية وقناة دوجد الخاصة، وهي اضافة الى كونها مساعدة القاضي فيكتور دانيلكين عملت ايضا متحدثة باسم المحكمة خلال المحاكمة الثانية لخودوركوفسكي. وكان القاضي دانيلكين اصدر حكما في الثلاثين من كانون الاول/ديسمبر الماضي قضى بسجن خودوركوفسكي ومساعده بلاتون ليبيديف 14 عاما ابتداء من تاريخ اعتقالهما عام 2003. واتهمت فاسيلييفا المحكمة المركزية في موسكو بانها وقفت وراء الضغوط التي رافقت هذه القضية "السياسية"، وبانه فرض على القاضي اصدار حكم تقرر من قبل اعلى السلطات الروسية. وردت المحكمة على هذا الكلام معتبرة انه بمثابة "استفزاز". وبعد ان اعلنت بانها تدرك "تداعيات" كلامها عددت فاسيلييفا سلسلة الضغوط التي تعرضت لها المحكمة، وقالت فاسيلييفا في مقابلتها "منذ البداية وقبل ان يصدر القاضي دانيلكين حكمه كانت المراقبة دائمة" على المحكمة، مضيفة "وعندما كانت الامور تسير في الاتجاه غير المرغوب فيه" كان القاضي "يتلقى تعليمات بالموقف الذي يتوجب عليه ان يأخذه". وتضيف ان المسؤولين تبرموا من القاضي "عندما حاول استدعاء بعض الشهود لم يكن من المطلوب استدعاؤهم للاسباب المعروفة" حسب قولها. واضافت "وعندما باشر القاضي دانيكلين كتابة الحكم اعتقد بان المراجع العليا لم تكن راضية عنه". وكان من المقرر ان يصدر الحكم في الخامس عشر من كانون الاول/ديسمبر الا ان المحكمة ارجأت هذا الموعد في اخر لحظة من دون تقديم ايضاحات. وتابعت فاسيلييفا ان "القاضي تلقى حكما مختلفا قام باصداره" معتبرة "ان المجتمع القضائي باكمله مدرك تماما ان هذا الملف تعرض لكثير من الضغوط". وهي المرة الاولى التي يقوم بها شخص يعمل في السلك القضائي الروسي بالخروج عن التحفظ المعهود، والكلام عن هذا الملف الشديد الحساسية الذي تطرق اليه مرارا رئيس الحكومة الحالي ورئيس البلاد السابق فلاديمير بوتين مستخدما اقصى التعابير بحق خودوركوفسكي. وقالت المتحدثة الحالية باسم محكمة موسكو انا فوساتشيفا انها "واثقة" بان فاسيلييفا ستتراجع عن تصريحاتها. بالمقابل اعتبرت الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان والمنشقة السابقة ليودميلا الكسيفا انه لا بد من الغاء الحكم بعد مقابلة فاسيلييفا. واعرب المحامي فاديم كليوفغانت الذي يدافع عن خودوركوفسكي عن الامل في تصريح صحافي بان تكون تصريحات فاسيلييفا ثمرة "شجاعة صادقة وليست استفزازا مشابها لما حصل مرارا خلال هذه المحاكمة". واعتقل خودوركوفسكي المدير السابق لمجموعة يوكوس ومساعده عام 2003 وحكم عليهما عام 2005 بالسجن ثماني سنوات بعد ادانتهما بالاحتيال والتهرب من دفع الضرائب، قبل ان يمدد الحكم عليهما بالسجن حتى عام 2017 في الثلاثين من كانون الاول/ديسمبر الماضي بعد ادانتهما بسرقة نفط وتبييض اموال. واعتبر العديد من المراقبين ان الحكم الثاني جاء في اطار تصفية حسابات سياسية مع خودوركوفسكي الذي وقف بوجه الكرملين ومول المعارضة. كما انتقدت عواصم غربية الحكم الاخير بحق خودوركوفسكي.