قال محامي سجين أفغاني توفي في سجن جوانتانامو هذا الاسبوع ان موكله كان قد انسحب من قوات حركة طالبان لانه اعتبرها فاسدة ولم يكن "بأي حال" عدوا للولايات المتحدة. وخارت قوى أول معلم جول (48 سنة) وتوفي يوم الثلاثاء بعد أن استخدم جهازا للتدريبات الرياضية في معسكر الاعتقال في القاعدة البحرية الامريكية في خليج جوانتانامو وقال الجيش الامريكي ان الوفاة حدثت لاسباب طبيعية فيما يبدو بانتظار نتائج تشريح للجثة. وقال الجيش في اعلان الوفاة ان جول كان قائدا في طالبان وتولى ادارة منزل للضيافة تابعا لتنظيم القاعدة واعترف بتقديم مساعدات في مجال العمليات لاسامة بن لادن. ووصف ماثيو دودج محامي جول الذي عينته له السلطات الاتحادية تلك التأكيدات بأنها "شائنة". وقال دودج الذي يتولى الدفاع عن جول في قضية تطعن في احتجازه تنظرها محكمة جزئية امريكية في واشنطن "لم تقدم الحكومة أي دليل على الاطلاق يؤيد هذا الافتراء. لم يقل السيد جول ولا اي شاهد ذو مصداقية مثل تلك الاشياء قط." وكان جول أحد المجاهدين الذين أمدتهم الولاياتالمتحدة بالسلاح لمحاربة القوات السوفيتية في أفغانستان في الثمانينات واستمر يدير مخزنا للسلاح بعد أن استولت عليه طالبان في 1996. وأبلفغ ضباطا أمريكيين في جوانتانامو انه رأى ابن لادن ثلاث مرات في أفغانستان خلال التسعينات لكنه لم يتعامل معه باستثناء انه صافحه مرة واحدة. وجاء في وثيقة للجيش الامريكي أن جول ابلغ الضباط في جوانتانامو في 2004 "لم نكن نعرف طوال الوقت أن أسامة بن لادن عدو للولايات المتحدة. لم ندرك ذلك الا بعد ثلاث سنوات (في عام 2000). كان ذلك أيضا هو الوقت الذي استقلت فيه من عملي." وقال جول مرارا في تلك الجلسة وجلسات تالية في جوانتانامو انه حاول الاستقالة من قوات طالبان لكن قيل له انه لا يستطيع ذلك لارتباطه بعقد. وذكر أنه انسحب على أي حال ولم يحارب القوات الامريكية قط. وأحيطت مستندات دعوى جول للطعن في احتجازه التي نظرتها المحكمة في واشنطن بالسرية. لكن دودج أطلع رويترز على رسالة من الملا عمر زعيم حركة طالبان مكتوبة على ورق يحمل شعار الحركة تحيل الي مرؤوسيه طلب جول الاستقالة. وكتبت الرسالة قبل عام من الهجمات التي شنت في الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر أيلول والتي أدت الى الغزو الامريكي لافغانستان في 2001. وقال دودج "استقال لانه كان ساخطا من تزايد نزوع طالبان نحو الفساد والاستغلال. لم يكن السيد جول قط عدوا للولايات المتحدة باي حال." وأبلغ جول الضباط في جوانتانامو انه رحب بالغزو الامريكي وانه يعتقد أن ابن لادن استغل الشعب الافغاني لتحقيق أهدافه الاجرامية. وتتضمن وثائق جوانتانامو أيضا مزاعم من مصدر لم تحدد هويته بأن جول قدم المساعدة لاعضاء في تنظيم القاعدة وان ابن لادن زار ذات مرة منزلا كان جول يملكه في جلال أباد. وذكر محاميه أن تلك المزاعم التي لا تدعمها أدلة شكلت الاساس الذي بني عليه القرار الامريكي احتجاز جول في جوانتانامو لاجل غير مسمى بدون تهمة. وقال دودج ان الحكومة الامريكية "أقرت بأنها تفتقر الى دليل ذي مصداقية يدعم شكوكها أمام أي محكمة." وظل جول محتجزا في جوانتانامو منذ 2002. وقال دودج "من العار أن الحكومة ستعيده أخيرا الى دياره لا مقيدا بالاغلال ورأسه مغطى بل في نعش... كان يستحق شيئا أفضل من ذلك."