تغير المشهد السياسي بالولاياتالمتحدة بعد اجراء انتخابات الكونجرس وانتخابات حكام الولايات في أوائل نوفمبر تشرين الثاني حين مني الحزب الديمقراطي الذي ينتمي اليه الرئيس باراك أوباما بهزيمة كبيرة على يد الجمهوريين. فيما يلي المخاطر السياسية الرئيسية التي تجدر متابعتها في الولاياتالمتحدة عام 2011 . أزمة سياسية: يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب في الخامس من يناير كانون الثاني المقبل لكن في ظل استمرار سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ من المحتمل جدا حدوث أزمة سياسية. ما تجدر متابعته: - بدأت الخلافات تنشب بشأن الانفاق لان تمويل العمليات الحكومية سينفد في فبراير شباط مما يعطي الجمهوريين المحافظين بمساندة حركة حزب الشاي الفرصة لاجراء تخفيضات. وهم يعتزمون وقف التمويل لبرامج مثل تطبيق اصلاحات الرعاية الصحية التي استحدثها أوباما والتمويل للطرق السريعة والمتنزهات العامة والبحث العلمي. وسيقاوم مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون هذا. - سيحاول الجمهوريون الغاء خطة أوباما للرعاية الصحية تدريجيا لكن افضل فرصة لالغائها ستكون امام المحاكم. وهناك عدد من الطعون القانونية في الاصلاح وقد ينتهي المطاف بأحدها امام المحكمة العليا بنهاية عام 2011 . - لا تنسجم أسواق المال تقليديا مع الازمات السياسية. وتقول وحدة الابحاث في مؤسسة ستاندارد اند بورز ان مؤشر ستاندارد اند بورز 500 لا يرتفع الا اثنين في المئة فقط في العام حين يسيطر حزب الرئيس على مجلس واحد فقط من مجلسي الكونجرس. عجز الميزانية: اقترب العجز في الميزانية الامريكية من رقم قياسي بلغ 1.29 تريليون دولار في العام المالي 2010 . وكانت هذه قضية محورية في الانتخابات حيث ثارت مخاوف شعبية كبيرة بشأن الدين العام. ويفضل الجمهوريون خفض الانفاق لسد الفجوات المالية لكن الديمقراطيين لا يريدون اجراءات التقشف على الاقل لحين أن يكتسب الانتعاش الاقتصادي مزيدا من الزخم. ما تجدر متابعته: - سيضطر الكونجرس مجددا الى رفع حد الدين للحكومة الامريكية وهي نقطة خلاف محتملة بين الحزبين. وكانت اخر مرة يتم فيها رفع سقف الدين في فبراير شباط ورفع الى 14.3 تريليون دولار لكن وزارة الخزانة تتوقع أن تتجاوز حد الدين الحالي في الربع الاول او الثاني من عام 2011 . ويمكن أن يتأخر هذا من خلال وقف اصدار أنواع معينة من الدين لكن في نهاية المطاف سيتحتم رفع الحد. وتعهد المتشددون الرافضون لزيادة العجز باتخاذ موقف عندما يحين الوقت وبأن يطالبوا ادارة أوباما بخفض الانفاق مقابل تأييدهم لرفع الحد. واذا لم يتم رفع سقف الدين فان هذا سيزعج أسواق الدين العالمية. - دعا أوباما الى اصلاح قانون الضرائب في عام 2011 الذي يوسع قاعدة الضرائب ويخفض معدلات ضرائب الشركات. العلاقات بين الولاياتالمتحدة والصين: من شأن تعكر صفو العلاقات بين الولاياتالمتحدة والصين تحريك أسعار السندات والعملات والاسهم والسلع على مستوى العالم. وبكين هي اكبر حامل لاذون الخزانة الامريكية بقيمة نحو 900 مليار دولار. وخشي البعض في واشنطن طويلا من أن الصين قد تبيع أذون الخزانة الامريكية بسبب خلاف سياسي وليكن بشأن تايوان مما سيؤدي الى انخفاض الاسعار. لكن هذا سيضر بالصين أيضا ويعتبر أمرا غير مرجح. ما تجدر متابعته: - أجواء الزيارة التي يقوم بها الرئيس الصيني هو جين تاو الى واشنطن في يناير كانون الثاني. وتحرص الصين على أن يلقى هو كل مظاهر الزيارة الرسمية كاملة. وسيتصدر العجز وعملة اليوان وبرنامج مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) للتيسير الكمي جدول الاعمال الاقتصادي. - اي محاولة لاحياء مشروع قانون في مجلس الشيوخ لمعاقبة بكين على عدم رفع قيمة اليوان ستمثل مسألة هامة للصرف الاجنبي والسندات. واكثر الشركات الامريكية استفادة من اكتساب اليوان قوة ستكون كاتربيلر والكوا وجنرال الكتريك لكنها معرضة للخسارة ايضا من اي خلاف تجاري مع بكين. وقد يحفز رفع قيمة اليوان الطلب الصيني على السلع لكن هذا ربما يعوضه انخفاض المنافسة على التصدير. - التوترات السياسية والعسكرية مثل الازمة في كوريا الشمالية وما اذا كان تبني واشنطن موقفا اكثر تشددا من بيونجيانج سيزعج الصين. وتعد تايوان مثار اضطراب محتمل في العلاقات بين الصين وواشنطن لكن العلاقات الاقتصادية بين الجزيرة وبكين تحسنت. - الخلافات بين بكين والشركات متعددة الجنسيات بعد النزاع بين جوجل وبكين بشأن محرك البحث التابع لعملاقة الانترنت عام 2010 . وانتهى هذا الخلاف لكن شركات مثل جنرال الكتريك وسيمنس وباسف اشتكت ايضا من المناخ الاستثماري القاسي في الصين. اقتراب انتخابات الرئاسة بدأ منافسون محتملون لاوباما من الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة التي تجري عام 2012 يظهرون على السطح. ما تجدر متابعته: - ما اذا كان أوباما سيتخذ اتجاها اكثر ميلا للوسط من الذي تبناه في أول عامين له في الحكم اذ يسعى للتودد للناخبين المستقلين. ويشير الاتفاق الذي أبرمه مؤخرا بشأن الضرائب مع الجمهوريين الى أن هذا مرجح. ومن غير المرجح أن يعطي دفعة لاي تشريع كبير مثل اصلاح التنظيم المالي أو اصلاحات قطاع الرعاية الصحية الذي أزعج المحافظين في عام 2010 . - ومن بين المرشحين المحتملين من الحزب الجمهوري ميت رومني ومايك هاكابي ونيوت جينجريتش لكن جميع الانظار تتجه صوب سارة بيلن المرشحة لمنصب نائب الرئيس عام 2008 والتي لم تعلن بعد ما اذا كانت سترشح نفسها. التوتر مع ايران تصدرت الولاياتالمتحدة جهود حث ايران على الكشف عن برنامجها النووي مما أدى الى فرض مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة عقوبات لكبح جماح أنشطة طهران النووية والصاروخية وتشديد اجراءات الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي لتقليص الاستثمارات في ايران. ووافقت طهران على العودة الى المفاوضات مع القوى الكبرى في ديسمبر كانون الاول لبحث برنامجها النووي ومن المتوقع اجراء جولة أخرى من المحادثات في اسطنبول في يناير كانون الثاني. لكن دبلوماسيين غربيين يتشككون في أن تتعامل ايران مع المخاوف بشأن برنامجها النووي الذي يخشون من أن يهدف الى انتاج أسلحة نووية لكن طهران تقول ان أغراضه سلمية بحتة. ما تجدر متابعته: - الخطوات التالية في المحادثات النووية. وتتصدر هذه الجهود كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي لكن لا توجد مؤشرات على أنه تم الاتفاق على جدول أعمال أساسي للمحادثات المستقبلية. وانسحبت ايران من محادثات فيما سبق بشأن برنامجها النووي وقد تؤدي أي خطوة من جانب طهران لترك المحادثات الى فرض عقوبات دولية جديدة. - خرق العقوبات. يقول مسؤولون أمريكيون ان العقوبات الحالية تؤثر على الاقتصاد الايراني وتعهدوا بضمان تطبيقها. وتقطع عدد متزايد من شركات النفط والشركات المالية علاقاتها مع البلاد كما تبطء شركات صينية للطاقة من أنشطتها المرتبطة بايران. لكن المخاوف لاتزال قائمة بشأن مدى التزام الشركات الصينية المدعومة من الدولة والمؤسسات المالية التركية. - كيف سيكون رد فعل اسرائيل. وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ايران بأنها تهديد لاسرائيل. وقصفت طائرات اسرائيلية في عام 1981 مفاعلا نوويا عراقيا اعتبرته مصدر تهديد وفي عام 2007 دمرت منشأة سورية وصفتها تقارير مخابرات أمريكية بأنها مفاعل نووي كان يهدف الى انتاج وقود لتصنيع قنبلة. وقد تحاول اسرائيل شن هجوم مماثل على ايران اذا خشيت من اقترابها من انتاج قنبلة مما يهدد بنشوب حرب اقليمية أوسع نطاقا. - السياسة الايرانية. فوجئت واشنطن عام 2009 حين قادت حركة المعارضة في ايران احتجاجات حاشدة بعد الفوز المثير للجدل للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية. واذا تفجرت احتجاجات مناهضة للحكومة مجددا فقد يدفع هذا الولاياتالمتحدة الى مواجهة مع طهران.