صوت البرلمان البريطاني الخميس لصالح زيادة الاقساط الجامعية في الجامعات الانكليزية في الوقت الذي اشتبك فيه متظاهرون مع الشرطة امام البرلمان احتجاجا على زيادة الاقساط. وصوت 323 نائبا لصالح الاقتراح مقابل 302 صوت ضده في مجلس العموم البريطاني. ويعني التصويت الذي جاء بفارق 21 صوتا ان 30 على الاقل من اعضاء الحزبين المشاركين في الائتلاف الحاكم (حزب المحافظين، وحزب الديموقراطيين الاحرار) لم يصوتوا لصالح الاقتراحات التي تقدمت بها الحكومة. وتسبب الاقتراح بزيادة الاقساط الجامعية من 3290 جنيها استرلينيا حتى 9000 جنيه استرليني (14,000 دولار، 10,700 يورو) بمشاكل لحزب الديموقراطيين الاحرار. فقبل الانتخابات التي جرت في ايار/مايو الماضي تعهد الحزب في حملته الانتخابية بالغاء الاقساط الجامعية، الا انه غير موقفه تماما بعد انضمامه الى الحكومة. واستقال احد المساعدين الوزاريين البرلمانيين من حزب المحافظين واخر من حزب الديموقراطيين الاحرار من منصبيهما لكي يتمكنا من التصويت ضد الاقتراح الحكومي. ويسمح الاقتراح للجامعات الانكليزية بزيادة اقساطها ثلاثة اضعاف ابداء من 2012. وجاء التصويت بعد خمس ساعات من النقاش وسط تظاهرات تحولت الى العنف امام مبنى البرلمان اصيب خلالها العديد من رجال الشرطة والمتظاهرين. وتدفق المتظاهرون على الساحة امام البرلمان في الوقت الذي يستعد المشرعون للتصويت على خطوات تسمح للجامعات في انكلترا بزيادة الاقساط الى تسعة الاف جنيه استرليني (14,000 دولار، 10,700 يورو) سنويا. وحاول متظاهرون مقنعون مرات عدة اقتحام الطوق الذي فرضته شرطة مكافحة الشغب حول البرلمان، وحاولوا خلع الحواجز المعدنية ورمي قطع من الحواجز على رجال الشرطة. وعند احد مخارج الساحة تعرض رجال الشرطة الى هجوم متواصل مما دفعهم الى مطاردة المتظاهرين على ظهور الخيل رغم استمرار تساقط ما يلقيه المتظاهرون عليهم. وقالت الشرطة انها تحاول احتواء المتظاهرين داخل ساحة البرلمان "بسبب مستوى العنف الذي يواجهه الضباط". واضافت الشرطة ان "مفرقعات وعصيا وكرات سنوكر وكرات الوان القيت على الشرطة". واصيب عدد من المتظاهرين بجروح في الراس. وقال جوليان فيليبس (23 عاما) الطالب في كلية غولدسميث في لندن، والدم يسيل من رأسه "كنت في الصف الاول. وسرت نحو الشرطة وكانت يداي خلف ظهري". واضاف "وكان الاشخاص الذين ورائي يسحبون سياجا معدنيا الى ان قرر رجل شرطة ضربي بهراوة". واشارت الارقام الاولية الى ان ثلاثة رجال شرطة وستة متظاهرين يعالجون في المستشفى بينما اعتقل سبعة اخرون. ويواجه الائتلاف الحكومي البريطاني اصعب اختبار له الخميس مع التصويت على زيادة الاقساط الجامعية ثلاثة اضعاف وسط احتجاجات طلابية واسعة على الاقتراح. وكشف هذا الاقتراح الذي يقضي بزيادة الرسوم في الجامعات البريطانية عن توترات عميقة داخل الائتلاف بين المحافظين والديموقراطيين الاحرار. ورغم وعده بالغاء الاقساط الجامعية قبل انتخابات ايار/مايو، الا ان حزب الديموقراطيين الاحرار بزعامة نيك كليغ غير رأيه تماما مما ازعج الطلاب والعديد من اعضاء الحزب نفسه. الا ان كليغ الذي بدا منزعجا خلال الايام القليلة الماضية بشان هذه المسالة، وصف معارضي سياسة الائتلاف بالنسبة للاقساط الجامعية بانهم "حالمون". واكد كليغ على انه لا يخجل من دعمه الخطط لانه يتعامل مع "العالم كما هو في الحقيقة". واقر كليغ ان رفع الاقساط "ليس السياسة المثالية التي كان يرغب حزب الديموقراطيين الاحرار في تطبيقها"، الا انه قال انه "ليس من غير المعقول" الطلب من الطلاب الجامعيين المساهمة بشكل اكبر في تكاليف تعليمهم. وفي مؤشر على الانقسامات العميقة داخل حزبه، قال كريغ مولهولاند احد نواب حزب الديموقراطيين الاحرار انه سيصوت ضد الاقتراح لانه سيجعل من الصعب على الطلاب اصحاب الدخل المتدني الالتحاق بالجامعات. وصرح لصحيفة الغارديان "ليس من مصلحة احد القيام بذلك في هذه المرحلة". وتاتي هذه الخطوة في اطار سلسلة من الخطوات التي اتخذتها الحكومة لخفض النفقات العامة بهدف خفض العجز القياسي في الميزانية. كما تاتي على خلفية الخفض الكبير في تمويل التعليم العالي في بريطانيا في اطار خفض كبير للميزانيات لمعالجة العجز القياسي الذي تعاني منه البلاد. وتدعم غالبية الجامعات رفع قيمة الاقساط وتقول انها بحاجة الى تمويل اضافي. وكان الائتلاف الحكومي تشكل في ايار/مايو بعد انتخابات نتج عنها برلمان معلق حيث فاز حزب المحافظين بمعظم المقاعد في مجلس العموم ولكن تلك المقاعد لم تكن كافية لتمكنه من تشكيل الحكومة لوحده. وتشكلت الحكومة بالتحالف مع حزب الديموقراطيين الاحرار الوسطي الذي احتل المرتبة الثالثة في الانتخابات والذي خرج من السلطة بعد 13 عاما من الامساك بزمامها.