انتقدت الصين يوم الثلاثاء الولاياتالمتحدة وحلفائها الاسيويين لرفضهم التحاور مع كوريا الشمالية وقالت ان الحوار هو السبيل الوحيد لتهدئة التوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية المقسمة. واتخذت الصين لهجة أكثر حدة بعد يوم من استضافة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لنظيريها الكوري الجنوبي والياباني في واشنطن ووصفت تقريرا بأنها توفر الحماية للبرنامج النووي لبيونجيانج بأنه "اتهام غير مسؤول". ولا تتحمس واشنطن وسول وطوكيو لاقتراح من بكين لعقد محادثات طارئة بين القوى الاقليمية الستة خشية من أن ينظر لها على أنها مكافأة لبيونجيانج على هجومها الدامي على جزيرة كورية جنوبية قبل أسبوعين. ويريدون من الصين أن تفرض سطوتها على حليفتها كوريا الشمالية وهي الضغوط التي قاومتها بكين مرارا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانج يو "ان مسؤولية الحفاظ على السلام والاستقرار في شمال شرق اسيا يجب أن تتحملها كل الاطراف في المنطقة." وأضافت "كل الاطراف شركاء. وندعو الاطراف للرد بايجابية على مقترحاتنا لحل الصراع عبر الحوار والتفاوض." وتحاول الصين جاهدة البقاء على الحياد في النزاع. والصين هي الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية والبلد المضيف للمحدثات السداسية مع بيونجيانج المجمدة حاليا. ولم توجه دعوة للصين للمشاركة في الاجتماع الثلاثي في واشنطن يوم الاثنين وهو ما حمل بكين عبء اتخاذ اجراء. وقالت كلينتون انها منفتحة بشأن استئناف المحادثات بشأن الطموحات النووية لكوريا الشمالية لكن يجب على بيونجيانج أولا أن تتخذ خطوات لانهاء العداء والوفاء بتعهدها عام 2005 بالتخلي عن برامجها النووية. وتشمل المحادثات السداسية الكوريتين والصين واليابان وروسيا والولاياتالمتحدة. وقال بريان مايرز وهو خبير في ايديلوجية كوريا الشمالية بجامعة دونجسيو "أعتقد أن حقيقة أن الامر استغرق 13 يوما كي يتحدث (الرئيس الصيني) هو (جين تاو) و(الرئيس الامريكي باراك) أوباما بشأن الهجوم تظهر أن هناك فرص قليلة للتوصل الى اتفاق حقيقي." وأضاف "اتفق مع اجماع الكوريين الجنوبيين على أن الصينيين يحاولون ببساطة أن يظهروا وكأنهم يفعلون شيئا من أجل السلام دون أن يضطروا لاغضاب الشمال." ويقول محللون ان من المرجح أن ترتكب بيونجيانج المزيد من الاستفزازات في أعقاب هجوم الشهر الماضي وأن كشفها مؤخرا عن احراز تقدم على صعيد برامجها النووية له سببان هما تمكين انتقال السلطة من الاب الى نجله والحصول على تنازلات في أي محادثات دولية. وقال أندرو سكوبل وهو خبير في شؤون كوريا الشمالية بكلية الحرب التابعة للجيش الامريكي "الخلاصة هي أن كوريا الشمالية لن تغير سلوكها قريبا وأنه سيتعين على الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية والعالم التعايش مع هذه الحقيقة." ويقول محللون ان الصين تمتنع عن الضغط على كوريا الشمالية بقوة في ظل انتقال السلطة خشية من حدوث انهيار قد يؤدي الى هجرة جماعية للاجئين وتمكين القوات الامريكية والكورية الجنوبية من اتخاذ مواقع لها على الحدود الصينية. ويقول محللون ان علاقة الصين ببيونجيانج توفر جسر اتصال له قيمته لكنهم اعتبروا تأثير الصين على كوريا الشمالية محدودا. وبينما تجري كوريا الجنوبية مناورات بالنيران الحية حول البلاد أرسل أوباما قائد الجيش الامريكي مايك مولن الى سول. وقال الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك انه يريد أن يحول الجزيرة التي هوجمت الشهر الماضي الى جانب أربع جزر أخرى مجاورة الى "حصون عسكرية" ودعا الى تحسين مستوى المعيشة فيها لتشجيع المدنيين على العودة اليها. من سوي لي وي وجيرمي لورنس (شارك في التغطية أرشد محمد وأندرو كوين وجيف ماسون في واشنطن ومايكل مارتينا وسوي لي وي في بكين)