بحثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو في المذكرات الدبلوماسية الاميركية التي تم تسريبها، في اول مواجهة للحد من الخسائر الناجمة عن كشف هذه الوثائق. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي انهما "تحدثا بشأن قضايا ويكيليكس ووزير الخارجية قدر التعليقات المباشرة والصريحة التي ادلت بها" هيلاري كلينتون. واضاف ان كلينتون عقدت "اجتماعا مثمرا جدا" مع وزير الخارجية التركي الذي تناول عدد كبير من المذكرات بلده الحليف الاساسي للولايات المتحدة في المنطقة. وكشف موقع ويكيليكس ووسائل اعلام عديدة في العالم، اكثر من ربع مليون وثيقة من بينها 7918 برقية من السفارة الاميركية في انقرة. وكان داوود اوغلو صرح قبل لقائه كلينتون انه سيبحث مع وزيرة الخارجية الاميركية في في مسألة هذه المذكرات التي نشرت. وقال الوزير التركي انه سيتطرق مع كلينتون الى "مسائل عدة مدرجة على جدول الاعمال بما فيها الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس الاحد". وورد في البرقيات الدبلوماسية التي حصل عليها الموقع ان احد مخبري الدبلوماسيين الاميركيين المعتمدين في انقرة وصف وزير الخارجية التركي بانه "خطير للغاية" وحذر من تأثيره الاسلامي على رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. كما كشفت وثائق نشرها ويكيليكس واطلعت عليها مجلة "دير شبيغل" الالمانية ان الدبلوماسيين الاميركيين لا يثقون برئيس الوزراء التركي الذي يصفونه بانه منعزل وغير محاط بمصادر تمده بمعلومات جيدة. وورد في الوثائق ايضا ان الدبلوماسيين الاميركيين في انقرة غير واثقين من استقرار حكومة احد اهم حلفاء الولاياتالمتحدة. وفي برقية مؤرخة في تشرين الثاني/نوفمبر 2008، كتب دبلوماسيون ان واشنطن "تتساءل ما اذا كانت تستطيع الاعتماد بعد اليوم على تركيا لمساعدتها على احتواء تحدي ايران الكبير للسلام الاقليمي". وقال كراولي ان داود اوغلو "قال ان تركيا ستواصل دعم وتشجيع ايران على الانضمام الى عملية خمسة زائد واحد"، في اشارة الى المفاوضات التي تجريها الدول الخمس الدائمة العضوية والمانيا مع طهران بشأن برنامجها النووي. واكد وزير الخارجية التركي بينما كانت كلينتون تقف الى جانبه ان تركيا تربطها بواشنطن "شراكة استراتيجية". من جهتها قالت كلينتون قبل الاجتماع ان "تركيا والولاياتالمتحدة تقيمان واحدة من اهم العلاقات الثنائية في العالم". وتابعت كلينتون قبل الاجتماع "اننا مصممون على المضي في ترسيخ هذه العلاقة وتعميقها". واكدت الوزيرة الاميركية ان "لقاء وزير الخارجية التركي امر بناء جدا بالنسبة لي لان هناك الكثير الذي يجب تحقيقه ولا يمكن سوى للولايات المتحدة وتركيا ان تقومان به معا". واكد داود اوغلو ان انقرة "تتبع سياسة خارجية مبدئية (...) ثبت على مر الوقت انها شفافة بما في ذلك في علاقاتنا مع الولاياتالمتحدة". واضاف "سنواصل اتباع السياسة الخارجية المبدئية نفسها لاحلال سلام اقليمي وشامل بالتنسيق مع الادارة الاميركية". ووصفت كلينتون داود اوغلو بانه "زميل وصديق" عملت معه بشكل وثيق في الاشهر ال22 الاخيرة في عهد باراك اوباما. لكن العلاقات الثنائية ستخضع بالتأكيد لاختبار بعد تسريب الوثائق التي تحتوي على تعليقات حساسة ولا مجاملة فيها عن القادة الاتراك، بمن فيهم داود اوغلو. وفي مذكرات نقلتها مجلة دير شبيغل وصف داود اوغلو بانه لا يفقه الكثير في السياسة خارج حدود تركيا. وبعد الاجتماع مع داود اوغلو، قالت كلينتون ان الولاياتالمتحدة "تعبر عن اسفها العميق لكشف معلومات كان يفترض ان تبقى سرية". واضافت في محاولة للتقليل من تبعات نشر الوثائق انها "واثقة من الشراكات والعلاقات التي بنتها هذه الادارة ستصمد امام هذا التحدي". وقالت كلينتون التي بدأت الاثنين جولة في آسيا الوسطى والبحرين للصحافيين انها تحدثت في عطلة نهاية الاسبوع الى شخصيات اجنبية عديدة وستلتقي وتتحدث الى "عشرات من نظرائنا" خلال الجولة.