صنعاء (رويترز) - احتج طلاب في اليمن يوم الاحد على القاء القبض على زميلة لهم يشتبه في ضلوعها في محاولة لنسف طائرتي شحن كانتا في طريقهما الى الولاياتالمتحدة. وتراجع الحكومات وشركات الطيران وسلطات الطيران في أنحاء العالم اجراءاتها الامنية بعد العثور على طردين ملغومين في طائرتين في دبي وبريطانيا كانتا في طريقهما من اليمن الى الولاياتالمتحدة يوم الجمعة. ويقول مسؤولون أمريكيون ان القنبلتين تحملان بصمات القاعدة. وألقت الشرطة اليمنية القبض على امرأة يعتقد انها في العشرينات من عمرها بعد تعقبها من خلال رقم هاتف تركته لدى شركة الشحن. وكانت هذه الطالبة وأمها أول من يلقى القبض عليه فيما يتعلق بهذه المحاولة الفاشلة. ونظم عشرات الطلاب اليمنيين اعتصاما في فناء كلية الهندسة بجامعة صنعاء مطالبين بالافراج عنها. وقال الطالب محمد البازلي "لا أعتقد أن أحدا من الممكن أن يقوم بعملية كبرى كهذه ويترك وراءه بيانات اتصاله الحقيقية... أعتقد انها ضحية مؤامرة." وقال مسؤول أمريكي ان اصابع الاتهام تشير الى سعودي خبير في صنع القنابل يعتقد انه يعمل مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له. وابراهيم حسن العسيري الذي يتصدر قائمة سعودية للارهابيين المطلوبين هو شقيق مفجر انتحاري قتل في محاولة العام الماضي لاغتيال الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية في السعودية والمسؤول الاول عن مكافحة الارهاب في المملكة. وتضمن الهجوم وكذلك المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ركاب متجهة الى الولاياتالمتحدة عشية عيد الميلاد عام 2009 استخدام مادة بنتا ارثريتول تراينترات وهي مادة شديدة الانفجار يبدو أنها السلاح المفضل لجناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال المسؤول الامريكي ان طردا واحدا على الاقل من الطردين اللذين كانا في طريقهما من اليمن الى معبدين يهوديين في شيكاجو كان يحتوي على هذه المادة. وقال جون برنارد مستشار البيت الابيض لشؤون الارهاب لقناة (ايه.بي. سي.نيوز) الاخبارية "الشخص الذي يصنع هذه القنابل... هو شخص خطير جدا ومن الواضح انه يملك قدرا كبيرا من التدريب والخبرة. ويجب أن نقدمه للعدالة بأسرع ما يمكن." وأضاف "أعتقد أن المؤشرات مبنية في الوقت الراهن على تحليل الطب الشرعي تفيد بأن الشخص الذي وضع هذه المواد هو الشخص نفسه." ويعتقد أن العديد من هجمات الطائرات بدون طيار على أهداف للقاعدة في اليمن تقوم بها -كما هو الحال في باكستان- طائرات أمريكية رغم ان واشنطن لا تعلن ذلك. ويخشى المسؤولون اليمنيون أن يؤدي الوجود العسكري الظاهر لقوات أمريكية الى رد فعل عنيف. واندفعت الحكومات حول العالم الى اعادة تقييم أمنها الجوي والى سد اي ثغرات يمكن ان تكون سمحت بمرور القنابل. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريسا ماي ان الاجراءات الامنية المتعلقة بكل رحلات الشحن الجوي القادمة الى بريطانيا من كافة انحاء العالم تخضع للمراجعة. وقالت لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "نبحث اجراء مسح للشحنات. سنبحث العمليات التي نطبقها وسنتحدث مع القطاع (قطاع الطيران) بشأن هذه المسائل." وأضافت "أعتقد أننا... تحركنا بالفعل أمس. أصدرنا تعليمات للقطاع بألا يقبل شحنات قادمة من اليمن أو جلبها الى بريطانيا أو نقلها عبر بريطانيا." وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يوم السبت ان الطرد الملغوم القادم من اليمن والذي عثر عليه في مطار ايست ميدلاندز على طائرة متجهة للولايات المتحدة كان يمكن أن يتسبب في سقوط طائرة اذا انفجر وان ذلك كان يمكن أن يحدث فوق بريطانيا. وقال اتحاد الطيارين البريطانيين ان التركيز على تأمين النقل الجوي للركاب ترك "الباب مفتوحا" أمام احتمال شن هجمات على طائرات الشحن. وقال ان الطيارين حذروا من سهولة استهداف الشحن الجوي منذ سنوات. وقال فيليب باوم رئيس تحرير دورية افييشن سيكيوريتي انترناشونال المختصة بأمن الطيران لرويترز ان امن رحلات الشحن الجوي يمثل نقطة ضعف صناعة النقل الجوي. وقالت شركة (بي.ايه.ايه) المشغلة للمطارات التي تشغل مطارات من بينها مطار هيثرو أكبر مطار في بريطانيا انها تنتظر التعليمات الرسمية من وزارة النقل البريطانية. وقالت ناطقة باسم الشركة "اي زيادة في الامن (سواء على طائرات الشحن او الركاب) ستفرضها الحكومة لكن حتى الان لم تجر أي تغييرات على اجراءاتنا." بينما قالت الجميعة البريطانية للشحن الدولي انه يجب أن تكون هناك مراجعة لكل جوانب الشحن الجوي لكنها حذرت من رد الفعل غير المدروس. وقال بيتر كوانتريل المدير العام للجمعية لهيئة الاذاعة البريطانية ( بي.بي.سي) "عندما يتعلق الامر بالامن من الخطأ افتراض ان امن الشحن الجوي لا يعامل بنفس الطريقة الخاصة بنقل الركاب." وأوقفت كل من ألمانيا وفرنسا كافة اشكال الشحن الجوي القادم من اليمن بعد العثور على الطرود الملغومة. وقال المكتب الجنائي الاتحادي في ألمانيا انه ابلغ السلطات البريطانية بشأن الطرد الملغوم الذي عثر عليه في بريطانيا في وقت مبكر من يوم الجمعة أثناء نقله عبر مطار كولونيا-بون. وقالت متحدثة باسم المكتب الجنائي الاتحادي انه عندما علمت السلطات الالمانية بشأن الطرد المشتبه به كان الوقت قد فات على اتخاذ اجراء بشأنه في ألمانيا. وقالت "كان بالفعل في طريقه الى بريطانيا... تمكنا من اخطار شركائنا في لندن حيث تمكنوا من البحث بدقة عن الطرد وعثروا عليه." وناقش كاميرون هذا الامر مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مقر الاقامة الريفي لرئيس الوزراء البريطاني. وقال متحدث باسم كاميرون "هناك اتفاق على ان تحافظ السلطات البريطانية والالمانية على تعاونهما الوثيق والفعال في مكافحة الارهاب."