اندلعت مواجهات الاربعاء عندما دخل متطرفون يهود بلدة ام الفحم العربية في شمال اسرائيل للمشاركة في مسيرة تحت حراسة مشددة من الشرطة وقيام السكان بقذفهم بالحجارة. ولدى اقتراب مجموعة من عشرين شخصا تقريبا من الناشطين اليمينيين احرق شبان عرب ملثمون اطارات ورشقوا حجارة على عناصر من الشرطة مجهزين لمكافحة الشغب ردوا باطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم. وهتف سكان عرب يلوحون باعلام فلسطينية من على اسطح المنازل "فلسطين حرة" و"بالروح، بالدم نفديك يا فلسطين". وتتزامن المسيرة المثيرة للجدل مع الذكرى السنوية العشرين لمقتل الحاخام مئير كاهانا المتطرف الذي غالبا ما دعى الى طرد العرب من اسرائيل. وقال المنظمون انهم يشاركون في المسيرة للمطالبة بحظر الحركة الاسلامية في اسرائيل بزعامة الشيخ رائد صلاح. وقال مايكل بن اري وهو خبير شؤون قانونية شارك في المسيرة ان "الحركة الاسلامية تنتمي الى الجهاد الاسلامي في العالم" واتهم الحركة باقامة علاقات مع حركتي حماس والجهاد الاسلامي. وقبل بدء المسيرة، تجمع مسؤولون عرب محليون وعشرات المتظاهرين يلوحون باعلام فلسطينية في البلدة، حسبما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس بينما انتشرت اعداد كبيرة من الشرطة لمنع وقوع مواجهات. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد لوكالة فرانس برس "نشرنا اعدادا كبيرة على مشارف ام الفحم وقمنا بتعبئة وحدات خاصة للحفاظ على الهدوء خلال تظاهرة لناشطين يهود". وحصلت التظاهرة على اذن المحكمة العليا في مطلع الشهر الحالي ويتوقع ان يشارك فيها قرابة السبعين ناشطا من اليمين. وقال عفو اغبارية وهو عربي من ام الفحم وعضو في الكنيست انضم الى مسؤولين اخرين للاعتراض على المسيرة انها "عمل استفزازي للجماهير في ام الفحم والاقلية العربية للبلاد". واضاف "يحاولون نزع شرعية الوجود العربي وهذا ينسجم مع التطرف اليميني في هذه الحكومة التي تسن القوانين العنصرية". الا ان غيره كان اكثر وضوحا. وقال احمد بويرات (75 عاما) قبل بدء المسيرة " لن يدخلوا ام الفحم الا على اجسادنا". وقال "نرحب باليهود لكن هؤلاء مجموعة فاشية وعنصرية ونازية". وقتل كاهانا الحاخام المتحدر من اصل اميركي برصاص اطلقه مصري في مانهاتن في نيويورك في تشرين الثاني/نوفمبر 1990 وحظرت السلطات الاسرائيلية حركته "كاخ" لانها تدعو الى العنصرية. الا ان المسؤولين السياسيين بين عرب اسرائيل يخشون من ان افكاره المثيرة للجدل في انتشار متزايد في ظل حكومة اليمين الحالية. وفي وقت سابق في تشرين الاول/اكتوبر الحالي، اعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تأييده لمشروع قرار يلزم السكان بالولاء لاسرائيل ك"دولة يهودية ديموقراطية". واعتبر عرب اسرائيل الذين يشكلون 20% من السكان القانون عنصريا وان الهدف منه هو نزع الشرعية عن هويتهم. ويبلغ عدد عرب اسرائيل 1,3 مليون شخص اي حوالى خمس السكان. واقرت عدة تقارير رسمية اسرائيلية وكذلك هيئات مثل المحكمة العليا بتعرض عرب اسرائيل للتمييز اقتصاديا واجتماعيا بالرغم من انهم يحملون الجنسية الاسرائيلية. ويتحدر عرب اسرائيل من 160 الف فلسطيني لم يغادروا اراضيهم بعد قيام الدولة العبرية سنة 1948 بينما نزح اكثر من 760 الف اخرون او طردوا من ديارهم عى يد القوات الاسرائيلية. وتقدر الاممالمتحدة اليوم عدد هؤلاء اللاجئين مع المتحدرين منهم بما يقارب 4,7 ملايين نسمة.