قال حاخام يهودي كبير يوم الاربعاء أمام مؤتمر للاساقفة الكاثوليك بالشرق الاوسط منعقد في الفاتيكان ان المسيحية يمكن أن تكون عاملا لاحلال السلام في المنطقة من خلال جهود المسيحيين لتشجيع الحوار مع اليهود والمسلمين. وقال الحاخام دافيد روزن الذي كان يتحدث في المؤتمر الذي يستمر أسبوعين ويناقش كيفية حماية الاقليات في الشرق الاوسط وتشجيع الوئام مع الديانات الاخرى ان المبادرات المسيحية توحد المجتمعات وتساعد على اعادة بناء الثقة. وقال روزن للصحفيين في روما قبل أن يلقي كلمته أمام مجمع الاساقفة الكاثوليك يوم الاربعاء "اتطلع الى أن تستطيع المسيحية حقا أن تكون عاملا لاحلال السلام في الشرق الاوسط وفي الاراضي المقدسة." وقال روزن الذي يشغل منصب المدير الدولي لشؤون الاديان في اللجنة اليهودية الامريكية "اذا ساعد هذا المجلس على تعزيز ليس فقط الحوار الثنائي وانما أيضا العلاقات الثلاثية بين المسيحيين واليهود والمسلمين فان ذلك قد يكون مصدرا عظيما للبركة لكل من الشرق الاوسط وعالميا." ووجه المجمع الكنسي الدعوة لرجل دين ايراني ومسلم لبناني للحديث أمامه ولكن روزن قال انه لن يجتمع مع زعماء مسلمين في قمة الفاتيكان. ودعا البابا بنديكت في افتتاح أعمال المجمع في الفاتيكان يوم الاحد الماضي الى السلام والعدالة والوئام في الشرق الاوسط مهد المسيحية وقال ان حياة المرء بشكل كريم في بلده حق أساسي من حقوق الانسان. وكان المسيحيون يمثلون نحو 20 في المئة من سكان المنطقة قبل قرن مضى لكنهم الان لا يمثلون سوى نحو خمسة في المئة. ويحضر أساقفة من أرجاء الشرق الاوسط الاجتماع لاجراء محادثات حول قضايا تتراوح بين الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والاقتتال في العراق الى التشدد الاسلامي والازمة الاقتصادية والانقسامات بين الكنائس المسيحية. وقال روزن ان زيارة البابا يوحنا بولس الثاني لاسرائيل في عام 2000 وجهود الفاتيكان للتواصل مع اليهود ساعدت على التوعية بوجود المسيحية في اسرائيل. واضاف أنه اذا كان المسيحيون يرغبون في مزيد من تحسين العلاقات مع اليهود فانه يتعين عليهم أيضا أن يأخذوا المخاوف اليهودية في اعتبارهم عندما يختارون مرشحين لترسيمهم قديسين. وكان قرار البابا بنديكت نقل الحبر بيوس السابع الذي عاصر الحرب العالمية الثانية والذي يتهمه البعض بأنه غض الطرف عن المحرقة النازية الى مرتبة قريبة من القديسين قد أثار استهجانا بين المجتمعات اليهودية. وفي أول كلمة يلقيها يهودي أمام مجمع كنسي في الفاتيكان في عام 2008 ذكر الحاخام شير يشوف كوهين الجدل وقال ان بيوس السابع كان من الممكن أن يقدم الكثير لمساعدة اليهود. وقال روزن يوم الاربعاء "ليس من شأن الشعب اليهودي أن يحدد للكنيسة الكاثوليكية قديسيها." ولكنه استطرد قائلا "ومع هذا فاذا قلتم ككنيسة ما تقولونه عن انكم تريدون العيش في علاقة قائمة على الاحترام المتبادل مع الشعب اليهودي فسيتعين عليكم اذن أخذ الجوانب الحساسة لدينا في الاعتبار."