تحدى كشميريون منع التجول الذي فرضته الشرطة الهندية لينظموا تظاهرات احتجاجا على مقتل فتى في الحادية عشرة من عمره وجرح قريب احد كبار القادة الانفصاليين برصاص الشرطة. وقتل حوالى 65 ناشطا في التظاهرات التي تهز كشمير الهندية منذ احد عشر اسبوعا، سقط معظمهم برصاص الشرطة التي اطلقت النار على متظاهرين يرشقونها بالحجارة. وقتل الفتى في مقاطعة انانتناغ في جنوب كشمير مساء الاثنين نتيجة اطلاق الشرطيين النار لتفريق مشاركين في تظاهرة مناهضة للهنود كانوا يرشقون الحجارة، بحسب الشرطة. وكانت مصادر ذكرت من قبل ان الفتى يبلغ من العمر تسعة اعوام. وبعد مصرعه، نزل اشخاص اخرون الى الشوارع مطلقين شعارات داعية الى الانتقام. وقالت الشرطة ان الفتى قتل عندما القى متظاهرون الحجارة على قوى الامن ورددوا شعارات مؤيدة للحرية. وبحسب السكان لم تحدث اي استفزازات تبرر اطلاق النار. وفي الاشهر الاخيرة اثار مقتل كل متظاهر تجمعات احتجاجية تحدت قرارات منع التجول. وفي سريناغار كبرى مدن كشمير، اصيب ياسر الشيخ احد اقرباء الزعيم الانفصالي ياسين مالك بجروح خطيرة برصاص اطلقته الشرطة. وقال شهود عيان ان الشرطة اطلقت النار بدون ان تتعرض لاي استفزاز، على فتية كانوا يلهون خارج منزل مالك الذي يقود جبهة تحرير جامو وكشمير المؤيدة للاستقلال. واكدت الشرطة اولا انها اطلقت النار ردا على متظاهرين يرشقون حجارة لكنها قالت في وقت لاحق انه "حادث مؤسف". وقال ضابط في الشرطة طالبا عدم كشف هويته ان "الشرطي الذي اطلق الرصاصة اوقف عن العمل وسجن". وصرح الطبيب بشارة احمد لوكالة فرانس برس ان الشيخ يخضع لجهاز يساعده على التنفس وحالته خطيرة. وفرضت الشرطة منع تجول على سريناغار الثلاثاء لكن السكان تحدوا القرار وقاموا بتظاهرات صاخبة. وردد شبان معظمهم ملثمون لمنع التعرف على وجوههم شعارات مؤيدة للاستقلال واحرقوا اطارات سيارات لاغلاق الشوارع الرئيسية في المدينة. وفي منطقة مياسوما التي شهدت حادث اطلاق النار في سريناغار الاثنين ردد المتظاهرون "اخرجوا من كشمير ايها الهنود"، بينما كانت نسوة جلسن القرفصاء ورجال يضربون صدورهم. واغلق آلاف من عناصر الشرطة والقوات الخاصة الثلاثاء احياء مجاورة في سريناغار باسلاك شائكة وحواجز معدنية. وكانت الشرطة حاولت احتواء الغضب الذي اثاره مقتل صبي برصاصها مطلع حزيران/يونيو. واندلعت الاحتجاجات في سريناغار وانتقلت الى بقية انحاء وادي كشمير. وتشكل التظاهرات الاخيرة مرحلة جديدة في مقاومة الحكم الهندي للمنطقة المتنازع عليها. وهي تكشف الاستياء الذي يشعر به الشبان العاطلون عن العمل من السكان المحليين المسلمين. وتشهد المنطقة الهندية من كشمير منذ 20 عاما تمردا انفصاليا اوقع اكثر من 47 الف قتيل. وترى نيودلهي ان متطرفين باكستانيين وراء موجة العنف الجديدة. لكن عددا من القادة السياسيين المحليين يؤكدون ان يأس الشباب فاقم الوضع اذ ان عدد العاطلين عن العمل في منطقة تعد 12 مليون نسمة يقدر ب400 الف. واعلن الجيش الهندي الاثنين ايضا انه قتل تسعة متمردين كانوا يحاولون التسلل من الاراضي الباكستانية الى الجزء الهندي من ولاية كشمير. وقال متحدث باسم الجيش لفرانس برس ان "الجيش احبط محاولة تسلل كبرى وقتل تسعة متمردين كانوا يحاولون التسلل الى كشمير (الهندية) من خلال عبور خط مراقبة" الحدود القائمة بين المنطقة التي تديرها الهند وتلك التي تديرها باكستان. واضاف ان الهجوم بدأ مساء الاحد في قطاع اوري الغربي واستمر طوال الليل بعد ان رصد الجيش مجموعة متمردين كانوا يحاولون التسلل الى المنطقة الهندية تحت جنح الظلام. وتوصلت الهند وباكستان الى وقف لاطلاق النار على طول خط المراقبة في 2003 واطلقتا في 2004 حوارا لارساء السلام يتعلق خصوصا بكشمير. ووقعت منذ ذلك التاريخ مواجهات متفرقة وتبادل البلدان الاتهامات بخرق الهدنة.