دعا زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في رسالة صوتية الجهاديين المتناحرين في سوريا الى القبول بالتحكيم الاسلامي لانهاء الفتنة المستمرة منذ ثلاثة اشهر. وكان قتال شرس قد اندلع في يناير / كانون الثاني الماضي بين الجبهة الاسلامية وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الاسلامية من جهة والدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة اخرى. وبدأ القتال بين الجانبين بعد ورود ادعاءات بأن داعش تسيء معاملة المدنيين وتعتدي على التنظيمات المسلحة الاخرى الساعية للاطاحة بحكومة الرئيس بشار الاسد. ازدادت حدة التوتر بين الجانبين بعد ان اتهمت جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الاسلامية داعش باغتيال زعيم الجبهة الاسلامية ابو خالد السوري في تفجير انتحاري في فبراير / شباط الماضي. وكان ابو خالدي السوري قد عين في العام الماضي ممثلا للظواهري في سوريا، وكان من المقربين من مؤسس تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. وكان الظواهري قد نعاه في رسالة صوتية سابقة واصفا مقتله بأنه نتيجة للفتنة المعتملة في سوريا. ودعا الظواهري في رسالته الاخيرة كل مسلم ومجاهد الى مواجهة الفتنة والقبول بالتحكيم الشرعي المستقل. وقال إن على المجاهدين نبذ كل من يرفض التحكيم كما عليهم الامتناع عن قتل اخوتهم المجاهدين. وامتدح الظواهري ابو خالد السوري واصفا اياه بالرفيق الذي قاتل معه ضد السوفييت في افغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. وكان الظواهري قد دعا في مايو / ايار 2013 داعش الى حل نفسها، وفي فبراير / شباط الماضي اعلن تبرؤه من التنظيم المذكور.