شيع جثمان الصحافي العراقي محمد بديوي الشمري الذي قتل في بغداد على يد ضابط من الفوج الرئاسي السبت، في بلدة العزيزية مسقط رأسه صباح اليوم الأحد. واحتشد آلاف من سكان البلدة امام دار الضحية وحملوا جثمانه الذي لف بالعلم العراقي وساروا به لمسافة خمسة كليومترات قبل أن نقله إلى مثواه الأخير في مدينة النجف. وبالتزامن مع ذلك، أجرى في بغداد تشييعين رمزيين أحدهما في الجامعة المستنصرية حيث كان الصحافي وهو أستاذ جامعي يدرس، وأخرى في المكان الذي قتل فيه عند حاجز التفتيش الذي قتل فيه أمس. وقال مؤيد اللامي نقيب الصحافيين "نقف اليوم هذه الوقفة العفوية للتعبير عن الحزن والانزعاج، والخوف لاسيما أن من قتل الصحافي بدم بارد هو ضابط يحمل سلاح". وطالب أساتذة وطلاب الجامعة في لافتات رفعوها إلى طرد قوات البشمركة من بغداد، وتسليم زمام السلطات الأمنية إلى القوات العراقية النظامية. يشار إلى أن الفوج الرئاسي الذي يحمي المربع الرئاسي هو من عناصر البشمركة الكردية. وبعد حادث قتل الصحافي أمس رفض قادة البشمركة تسليم الضابط إلى القضاء العراقي لعدة ساعات، ما أثار غضبا عارما استدعى تدخل رئيس الوزراء نوري المالكي للإشراف على اعتقاله شخصيا. وقال أحد الأساتذة "نطالب رئيس الوزراء بإخراج قوات البشمركة من بغداد، وكل قوة أخرى غير نظامية". وأثارت القضية غضبا عارما في الأوساط الشعبية والسياسية وأدان عدد كبير من النواب "الجريمة". وكان مصدر في وزارة الداخلية قال لفرانس برس رافضا كشف هويته السبت إن "الإعلامي محمد بديوي قتل على يد ضابط برتبة نقيب في قوة حماية المجمع الرئاسي في الجادرية بعد مشادة كلامية بينهما". وكان بديوي وهو حاصل على دكتوراه في الإعلام أستاذا في كلية الإعلام في الجامعة المستنصرية في بغداد. وكان يشغل منذ 2006 منصب مدير تحرير الإذاعة التي تبث من بغداد منذ العام 2003، وهو متزوج وأب لطفلين.