واشنطن (رويترز) - قال علماء أمريكيون إنهم ابتكروا أسلوبا ربما يكون أيسر وأرخص وأنظف لتحويل الغاز الطبيعي الى أنواع أخرى من المواد الكيميائية والوقود القابلة للاستخدام مما قد يؤدي الى ان تحل منتجات الغاز الطبيعي محل المنتجات النفطية مستقبلا. وأضاف العلماء يوم الخميس ان هذه العملية قد تكون أقل تعقيدا من الطرق التقليدية لتحويل الغاز الطبيعي الى منتجات سائلة إذ تستخدم حرارة أقل بكثير ومواد زهيدة الثمن لاتمامها. وقال الباحثون إن كل شيء تقريبا من الوقود والمواد الكيميائية التي يمكن الحصول عليها من النفط يمكن استخراجها ايضا من الغاز الطبيعي الا انه لا يتم اللجوء لذلك حاليا لان تكلفة تحويل الغاز الطبيعي الى هذه المواد عالية للغاية. وقال روي بريانا مدير مركز سكريبس للطاقة والمواد في معهد أبحاث سكريبس في فلوريدا الذي أشرف على هذه الدراسة التي نشرتها دورية (ساينس) "الاساليب التقنية الحالية لتحويل الغاز الطبيعي الى أنواع وقود أو منتجات كيميائية مكلفة للغاية إذا ما قورنت بالمنتجات المستخلصة من النفط." يجيء هذا الإكتشاف في الوقت الذي ارتفع فيه انتاج الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة بفضل الاستعانة بأساليب منها التكسير المائي والتنقيب الأفقي. والولاياتالمتحدة أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم اذ تسبق روسيا في هذا المضمار. وقال بريجام يانج الباحث بجامعة دانييل إس "لدى الولاياتالمتحدة نهم للغاز الطبيعي ولا توجد أساليب كثيرة لاستغلاله على الوجه الامثل." ومن المكونات الأولية للغاز الطبيعي غازات الميثان والإيثان والبروبان وهي طائفة من المركبات المشبعة ذات السلسلة المستقيمة تعرف باسم الألكانات او البارافينات. إلا ان تحويل الألكانات الى صور اخرى مفيدة مثل وقود الجازولين أو الديزل أو الكحولات وتعرف باسم الاوليفينات -وهي مصادر رئيسية للدائن والكيماويات الصناعية- يمكن ان تكون عالية التكلفة وغير فعالة اذا تمت الاستعانة بالاساليب التقنية الحالية. وتتألف الألكانات من ذرات الكربون والهيدروجين المرتبطة ببعهضا بروابط تساهمية وهي من أقوى الروابط المعروفة في مجال الكيمياء ويتطلب تحويلها في الغاز الطبيعي كسر هذه الروابط وهي مهمة ليست باليسيرة. ويقول الباحثون إن استخدام أساليب التحويل التقليدية يتطلب درجات حرارة عالية للغاية تتجاوز 900 درجة مئوية وهي طرق ابتكرت في أربعينات القرن الماضي ولاتزال مكلفة ولا تتسم بالكفاءة وتتخلف عنها درجات انبعاثات عالية من الملوثات. ويقول علماء الابتكار الحديث إن عملية التحويل التي يتبعونها تستخدم درجات حرارة أقل تصل الى نحو 200 درجة مئوية وتتضمن مراحل أقل كما انها تستعين بعناصر عادية زهيدة الثمن منها الثاليوم أو الرصاص بدلا من المعادن الثمينة مثل البلاتين والبالاديوم والروديوم او الذهب. وقال بريانا إن الاسلوب الحديث قد يقلل بدرجة كبيرة من التكاليف الرأسمالية في محطات المعالجة مستقبلا. وأضاف ان هذه التقنية ليست جاهزة في الوقت الراهن لاستغلالها تجاريا وان الامر يتطلب مزيدا من الابحاث وانه اذا سارت الامور على ما يرام فقد تجري تجربة عملية في غضون ثلاث سنوات وربما يجري انشاء مصنع على المستوى التجريبي بعد عام من ذلك. ومضى يقول إن الباحثين يجرون اتصالات مع شركاء محتملين من الشركات الاستثمارية بشأن تأسيس شركة منفصلة أو شراكة مع شركة قائمة في مجال البتروكيماويات لتعميم التجربة على المستوى التجاري. وقال إنه في ضوء المخزون العالي من الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة وغيرها فان التقنية الجديدة قد تساعد في تغيير اقتصاد العالم من اقتصاد يقوم على النفط الى آخر يرتكز على الغاز الطبيعي. واستطرد يقول "سيؤدي هذا الى تغيير نموذجي في صناعة البتروكيماويات ويزيد من أمان الطاقة ويسهل استدامة التشغيل لان الغاز الطبيعي أنظف من النفط أو الفحم."