بغداد (رويترز) - قال الجيش الامريكي يوم الثلاثاء إن عدد قواته في العراق انخفض دون 50 ألفا قبل الموعد الذي حدده الرئيس باراك اوباما لانهاء العمليات القتالية الامريكية في 31 أغسطس اب حيث يسعى للوفاء بوعده انهاء الحرب. وتسارع بانتظام خلال الاشهر الماضية سحب أكثر من 90 الف جندي و40 الف عربة و1.5 مليون قطعة معدات تتراوح بين أجهزة لاسلكي ومولدات رغم العنف المستمر والطريق المسدود على الصعيد السياسي بعد خمسة أشهر من انتخابات برلمانية غير حاسمة. ومن شأن الوفاء بالموعد المحدد أن يتيح لاوباما الوفاء بتعهده بانهاء العمليات القتالية والبدء في اخراج الولاياتالمتحدة من الحرب التي تلقى معارضة شعبية متزايدة مع ارتفاع الخسائر البشرية والتكاليف. ويأمل الحزب الديمقراطي حزب أوباما في الابقاء على سيطرته على الكونجرس في الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر تشرين الثاني القادم. وصرح قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ريموند اوديرنو بأن عدد القوات حاليا 49700 جندي وسيبقى عند هذا المستوى خلال العام المقبل قبل الانسحاب الكامل في نهاية عام 2011 والمتفق عليه في الاتفاق الامني بين البلدين. وقال للصحفيين في بغداد "خطتي ان يبقى (العدد) عند ذلك المستوى خلال الصيف المقبل" مضيفا أن هذا الاطار الزمني سيمنح السفارة الامريكية المساحة اللازمة لتولي المهام التي لازال يضطلع بها الجيش. وأضاف "الحرب لم تنته. لايزال الخطر قائما. حتى نخرج اخر جندي من هنا لن ينتهي التزامنا." وتجيء نهاية العمليات القتالية الامريكية بعد سبعة اعوام ونصف العام من الغزو الذي اطاح بالرئيس الراحل صدام حسين غير ان العراق لا يزال يعاني من جمود سياسي بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من مارس اذار. وقتل أكثر من 4400 جندي أمريكي منذ غزو قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003 شنه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش. كما قتل أكثر من مئة ألف مدني عراقي في قتال شرس اندلع بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية التي كانت تسيطر على البلاد في عهد صدام. وكان الكثير من العراقيين يأملون ان تقود انتخابات مارس لرخاء أكبر في البلد المتعطش للاستثمارات بعد عقود من الحرب والعقوبات. غير انه بعد أكثر من خمسة أشهر لازالت فصائل سنية وشيعية وكردية تجري محادثات لتشكيل ائتلاف حكومي مما خلف فراغا سياسيا في البلاد حاول مسلحون استغلاله من خلال القيام بهجمات انتحارية واغتيالات. ويتغير دور الالوية الامريكية الستة المتبقية في العراق ليصبح دورا استشاريا بداية من الاول من سبتمبر ايلول وتقوم بتدريب ومساعدة قوات الجيش والشرطة العراقية التي تقاتل المسلحين الذين تربطهم صلات بالقاعدة ويواصلون تمردهم بعناد رغم ما اصابهم من وهن. وبدأت معظم وحدات الجيش الامريكي في العراق في تحويل تركيزها الى تدريب ومساعدة قوات الجيش والشرطة العراقية وذلك منذ أن انسحبت القوات الامريكية من المدن والبلدات العراقية يوم 30 يونيو حزيران 2009 . ولهذا لن يكون هناك ثمة تغير يذكر على ارض الواقع بحلول الثاني من سبتمبر. وعبر اوديرنو عن ثقته بان الساسة العراقيين سيتوصلون لاتفاق بشأن تشكيل حكومة وان قوات الامن أهل لمهمة الدفاع عن البلاد. وقال ان الوقت حان لان يكف العراقيون عن النظر الى الولاياتالمتحدة على أنهم "100 الف فرد يتحركون بالزي العسكري ويوفرون الامن ويحتلون البلاد" لكن فيما يتعلق بالمساعدات الاقتصادية والتعليمية والدبلوماسية والتثقيفية فانه يمكنهم ان يقدموا هذه الاشياء. وكان الرئيس الامريكي قد وعد الناخبين بأن يغادر اخر جندي امريكي العراق بحلول أول يناير كانون الثاني 2012 رغم ان من المستحيل ان يشكل العراق قواته الجوية ويصبح مستعدا لحماية وحدة اراضيه. لكن اوديرنو قال انه اذا طلب زعماء العراق من الولاياتالمتحدة ابقاء دعم الافراد في البلاد أو المساعدة في الدفاعات الجوية فان هذا الطلب لن يرفض مباشرة. وقال "اذا طلبوا منا فاننا سنبحث الطلب بالتأكيد. لكن لن يكون 50 ألف جندي." وأضاف أن العدد سيكون مماثلا على الارجح لعدد الجنود الامريكيين في مصر والسعودية حيث يوجد للجيش الامريكي أقل من ألف جندي. (شارك في التغطية خالد الانصاري ومايكل كريستي)