اصدرت فنزويلا مذكرة توقيف بحق شخصية ثانية من المعارضة، بحسب ما اكد حزبه، مما يزيد الضغط على المتظاهرين الذين ينظمون احتجاجات في انحاء البلاد هي اكبر تحد للرئيس نيكولاس مادورو منذ توليه السلطة. وتشهد فنزويلا تظاهرات شبه يومية من المعارضة والموالاة للحكومة يتخللها احيانا مواجهات عنيفة ادت الى مقتل 14 شخصا في الدولة الغنية بالنفط والتي تشهد استقطابات عميقة وتعاني اقتصاديا، منذ مطلع شباط/فبراير. وكان ليوبولدو لوبيز من حزب الارادة الشعبية المعارض، سلم نفسه الاسبوع الماضي بعد صدور مذكرة توقيف بحقه. وقال الحزب الخميس ان حكومة مادورو المحاصرة بالمشكلات تطارد كارلوس فيكيو، المنسق الوطني السياسي للحزب. وقال الحزب ان مذكرة توقيف اصدرها القاضي رالينيس توفار غويين امرت الاستخبارات العسكرية بالقاء القبض على فيكيو بتهمة "جرائم مفترضة تتعلق باضرام نار عمدا وتحريض الشعب والحاق الضرر والعلاقات الاجرامية" وهي نفس التهم التي وجهت للوبيز. ولم يؤكد مسؤولو المحكمة صدور مذكرة التوقيف بحق فيكيو. وفي تغريدة على تويتر قال فيكيو ان مذكرة التوقيف ذات دوافع سياسية وكتب "لا ادلة ضدي". ونزل طلاب ومعارضون الى شوارع العاصمة كراكاس ومدن اخرى استنكارا للجرائم وللاحتجاج على نقص المواد الاساسية والتضخم ورفضا لقمع الحكومة للتظاهرات. وتظاهروا الخميس في كراكاس مع ان عددهم كان اقل بسبب الاستعدادات للكرنفال. وتجمع ما بين 2000 الى 3000 شخص في حي تشاكاو الثري في كراكاس، احد معاقل المعارضة، تحت شعار "لا موتى بعد الان". واندلعت مواجهات عندما حاول نحو 200 متظاهر قطع طريق سريع مجاور وقامت قوات الامن بتفريقهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع. ووقعت اشتباكات مماثلة في حي لاس مرسيدس المجاور عندما قام متظاهرون برشق حجارة على شرطة مكافحة الشغب التي فرقتهم بالغاز المسيل للدموع. وكتب خيراردو بلايد رئيس بلدية باروتا التي تضم لاس مرسيدس على تويتر ان 20 شخصا يعالجون من جروح واحمرار في الجلد والعيون بسبب الغاز المسيل للدموع. واحيا المتظاهرون ايضا الذكرى ال25 للانتفاضة ضد الرئيس السابق كارلوس اندريس بيريز والتي اوقعت مئات القتلى. وفي صباح اول ايام عطلة الايام الستة للكرنفال، تحدثت تقارير عن حواجز طرق في بعض الاحياء الشرقية لكراكاس وفي منطقة فالنسيا الصناعية. وفي ماراكاي، قال الاهالي ان محلات تبيع الطعام والكحول تعرضت للنهب. في تلك الاثناء تدفق الاف من انصار الحكومة على قصر ميرافلوريس الرئاسي في العاصمة للمشاركة في حفل رسمي لاحياء ذكرى ثورة 1989. وكان من المتوقع ان يلقي مادورو كلمة في الاحتفال لكنه تراجع عن ذلك. ومن بين القتلى الذين سقطوا منذ انطلاق الاحتجاجات في الرابع من شباط/فبراير، تسعة على الاقل تعرضوا لاطلاق نار. واصيب نحو 140 شخصا بجروح فيما اعتقل 600 في الدولة التي سجلت في 2013 ما معدله 65 جريمة سنويا بحسب مراقبين مستقلين محليين. ومادورو الذي يتهم المتظاهرين بالتخطيط للقيام بانقلاب مدعوم من واشنطن، التقى الاربعاء برجال اعمال وقادة الكنيسة وصحافيين ومثقفين ومشرعين وحكام ولايات في قصره. ووصف اللقاء بالمؤتمر الوطني للسلام. وحضرت بعض شخصيات المعارضة اللقاء غير ان المعارضة الرئيسية "طاولة الوحدة الديموقراطية"، لم تشارك فيه. وباستثناء كلمة الرئيس والعديد من المشاركين، لم يجر اي حوار ولم يتخذ اي قرار. وزعيم المعارضة الرئيسي انريكي كابريليس، الذي خسر بفارق ضئيل امام مادورو في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، لم يحضر الاجتماع ووصف المحادثات بانها دعوة من الحكومة لالتقاط صورة. وغاب عن اللقاء ايضا قادة الطلاب المشاركين في الحركة الاحتجاجية ورؤساء الجامعات. ويطالب كابريليس وطاولة الوحدة الديمقراطية بانهاء اجراءات القمع ضد المتظاهرين واطلاق سراح لوبيز.