قال مسؤولون عسكريون وسكان محليون ان الجيش الباكستاني شن ضربات جوية جديدة مستهدفا مخابيء لمتشددين في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية يوم الثلاثاء وهو ما أدى الى مقتل 30 شخصا وموجة نزوح لاجئين. وتقصف مقاتلات باكستانية أهدافا في المنطقة منذ انهارت في وقت سابق هذا الشهر مساعي الحكومة لاجراء مفاوضات سلام مع متمردي طالبان. وغادر سكان وزيرستان الشمالية المنطقة المضطربة في الايام القليلة الماضية متوقعين هجوما واسعا للجيش تاركين خلفهم منازلهم ومتاجرهم وقراهم للاقامة في مناطق أكثر أمنا مثل بانو وهي بلدة تقع في طرف الاقليم. وقال مسؤول عسكري تحدث شريطة عدم نشر اسمه "استولى المتشددون على شريط من الارض بين وزيرستان الجنوبية ووزيرستان الشمالية وأقاموا مراكز تدريب حيث يقومون ايضا بتجهيز مفجرين انتحاريين." وقال مسؤول أمني آخر ان 30 "ارهابيا" على الاقل قتلوا في الضربات الجوية في الساعات الاولى من الصباح. وشنت أحدث الضربات الجوية في منطقتي وادي شوال وداتا خيل في وزيرستان الشمالية اللتين يقال انهما يوجد بهما منشات تدريب ومجمعات للمتشددين. ومن المتعذر التحقق من عدد المدنيين الذين ربما قتلوا او جرحوا في الهجمات لانه لا يسمح للصحفيين والمراقبين المستقلين العمل بحرية في المنطقة. كما انه من الصعب ايضا تقدير عدد الاشخاص الذين فروا من المنطقة. وقال أحد رجال القبائل ويدعى نقيب الله خان لرويترز انه يشعر بخوف كبير على اسرته بسبب الشائعات المستمرة بأن الجيش سيشن قريبا هجوما شاملا. واشتدت المخاوف من عملية كبيرة هذا الشهر بعد ان انهارت المحادثات وأبلغت حركة طالبان الحكومة انه لا توجد اي فرص للسلام في باكستان ما لم تغير اسلام اباد نظامها السياسي والقانوني وتتبنى رسميا الشريعة الاسلامية. وقال خان هاتفيا من بانو "كل يوم تنقل أسلحة ثقيلة وذخيرة الى وزيرستان ثم تقصف طائرات حربية القرى." وأضاف ان ثلثي سكان قريته في منطقة مير علي فروا. وقال "نسمع ان الحكومة ستشن قريبا عملية عسكرية كبيرة في وزيرستان." وقال رجل آخر من القبائل ويدعى جول جبار (48 عاما) بالهاتف انه ترك متجره ومنزله في قرية بعد ان ضربتها طائرات مقاتلة في الاسبوع الماضي. وقال "الحكومة لا تفعل شيئا لمساعدة الناس الذين يغادرون قراهم أو يساعدوهم على ايجاد سكن في بانو." (اعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)