مونترو (سويسرا) (رويترز) - قالت منسقة شؤون الإغاثة الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري آموس يوم الخميس إن الأممالمتحدة تأمل أن يتفق الجانبان في المحادثات السورية على وقف إطلاق النار على النطاق المحلي في بعض المناطق للسماح بوصول الأغذية والأدوية الحيوية لملايين المدنيين. وقالت آموس في مقابلة مع رويترز غداة عقد مؤتمر دولي بخصوص سوريا إن وسيط الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي سيضغط على كل من الحكومة والمعارضة بشأن هذه القضايا الإنسانية في اجتماعات تبدأ في وقت لاحق يوم الخميس. وعبر الجانبان عن العداء المتبادل في أول لقاء لهما يوم الأربعاء لكن الإبراهيمي قال إنهما على استعداد لبحث تبادل السجناء ووقف إطلاق النار في بعض المناطق والمساعدات الإنسانية. وقالت آموس في مقابلة في مونترو في سويسرا "بحثت هذا مع السيد الإبراهيمي وسيواصل العمل بهذا الصدد. لأن المفاوضات السياسية قد تستغرق وقتا طويلا. وهناك كما رأينا أمس خلافات كبيرة بين الأطراف." وتابعت "لكن إذا استطعنا تحقيق تقدم كبير في الوصول إلى هذه التجمعات السكانية فسيحدث ذلك فارقا كبيرا." وقالت إن من الضروري الوصول إلى نحو 250 ألف شخص في المناطق المحاصرة معظمهم في حلب وحمص وقرب دمشق ويتعذر الوصول إليهم منذ أشهر كثيرة. ويقول البعض إنهم اضطروا إلى أكل العشب إتقاء للموت جوعا. وأضافت أن هناك 2.5 مليون شخص آخرين في مناطق "يصعب الوصول إليها" لم يتلقوا إمدادات من الأممالمتحدة إلا مرة واحدة أو نحو ذلك. ومضت تقول "المشكلة الأساسية بالنسبة إلينا هي أن السيطرة على المناطق السكنية تتغير طوال الوقت. ونريد في واقع الأمر استغلال الفرصة عندما نشعر بأن بمقدورنا أن نتحرك بسرعة كبيرة جدا لمحاولة القيام بذلك." وأضافت أنها اجتمعت مع أحد مندوبي المعارضة في مونترو. وقالت آموس التي قدمت إفادة سرية مكتوبة إلى مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي إن الوضع لم يشهد أي تحسن يُذكر منذ طالبت القوى العالمية الطرفين بالإجماع في أكتوبر تشرين الأول بإتاحة مزيد من الفرص لوصول موظفي المساعدات وقوافل الإمدادات إلى المحتاجين. وقالت "أوضحت لمجلس الأمن كما فعلت من قبل أننا أحرزنا بعض التقدم المحدود فيما يخص العراقيل الإدارية التي نواجهها.. أمور مثل تأشيرات الدخول للعاملين والترتيبات المطبقة فيما يتعلق بمنح تصاريح المرور (للقوافل)." وتابعت "لكن لم يتحقق تقدم يذكر أو لم يتحقق تقدم على الإطلاق في البنود المهمة حقا مثل حماية المدنيين وإنهاء الوجود المسلح في المدارس والمستشفيات والوصول إلى المناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها." ووصلت شحنة مساعدات غذائية إلى ضاحية اليرموك التي تحاصرها قوات الرئيس بشار الأسد في ريف دمشق في 18 يناير كانون الثاني وهي شحنة كانت المنطقة في أمس الحاجة إليها بعد عزلة دامت شهورا لكنها لا تكفي آلاف المدنيين المحاصرين الذين يعانون من سوء التغذية ولا يجدون الدواء. وقالت آموس إن نحو 100 طرد غذائي من بين 400 طرد كانت الأممالمتحدة تعتزم أرسالها وصلت آنذاك إلى منطقة اليرموك التي يقطنها لاجئون فلسطينيون ووصفت ذلك بأنه "تقدم ضئيل". وأضافت أن روسيا كانت "مُناصرا قويا" في حث السلطات السورية على منح تأشيرات دخول لموظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة. لكنها مضت تقول إن الإجراءات الإدارية غير كافية ولم تصل سوى قافلتي مساعدات للأمم المتحدة في ديسمبر كانون الأول بعد أن رفضت الحكومة ثلاث قوافل ولم تتوافر ضمانات السلامة لقافلتين أخريين. وأوصلت تسع قوافل إمدادات في نوفمبر تشرين الثاني. وقالت آموس إنها ستقدم بنفسها إفادة أمام مجلس الأمن في النصف الثاني من فبراير شباط لكنها لم تذكر ما إذا كانت ستطلب قرارا مُشددا. وعرقلت روسيا قرارات سابقة رأت أنها تقسو كثيرا على الأسد. وأضافت آموس "سأقول للمجلس إن الوصول لا يزال مشكلة كبيرة... لكن اعتقد أن علينا أيضا إجراء بعض النقاش نظرا لأننا لم نحرز تقدما يذكر فيما يخص البنود المهمة منذ أكتوبر." واستطردت قائلة إن مسؤولي المساعدات في الأممالمتحدة يدرسون خيارات لتوصيل مزيد من المساعدات وسيبحثونها مع الدول التي لها دور مؤثر في اجتماعهم رفيع المستوى التالي المقرر أن يعقد في روما في الثالث من فبراير شباط. وقالت عن المحادثات التي ستستضيفها وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو "أرجو أن يتمخض ذلك عن نتائج أستطيع تقديمها لمجلس الأمن." وقالت آموس ردا على سؤال عما إذا كان يجري بحث إقامة ممرات آمنة لتوصيل إمدادات الإغاثة الإنسانية إنه ثبت أنها "بالغة الصعوبة" في مناطق الحرب لأنها تحتاج عادة إلى قوة تفرضها. وتابعت "لكن هناك محادثات تجري على المستوى المحلي في بعض المناطق بشأن ترتيبات للهدنة ووقف إطلاق النار والمصالحة. "ماذا يمكننا أن نفعل نتيجة لذلك وما النتيجة التي ستفضي إليها هذه المحادثات السياسية ويمكننا أن نتحرك بناء عليها... سندرس عددا من الإجراءات المختلفة." من ستيفاني نيبيهاي