طرابلس (رويترز) - اغتال مسلحون حسن الدروعي وكيل وزارة الصناعة الليبية في وقت متأخر مساء السبت أثناء عودته لمنزله بسيارته من جولة تسوق في مدينة سرت الساحلية في هجوم ألقى مسؤولون امنيون باللوم فيه على إسلاميين متشددين. وما زالت ليبيا تعاني من اعمال عنف وحوادث اغتيال بعد عامين من سقوط معمر القذافي. وكثيرا ما يلجأ متشددون وميليشيات ومقاتلون سابقون الى القوة لفرض مطالبهم على الحكومة الضعيفة. وذكر مسؤول امني كبير طلب عدم نشر اسمه أن الدروعي اصيب بعدة رصاصات. وقال "اطلقوا النار عليه من سيارة اخرى اثناء قيادته سيارته واصيب بعدة رصاصات. في وقت لاحق عثر على متفجرات مثبتة بسيارته. النظرية هي ان القنبلة لم تنفجر فأطلقوا النار عليه." واتهم المسؤول إسلاميين متشددين يسعون لبسط نفوذهم على سرت التي تقع على بعد نحو 460 كيلومترا شرقي العاصمة طرابلس وكانت في الآونة الأخيرى أكثر استقرارا من العاصمة ومدينة بنغازي الشرقية. وكانت سرت اخر معقل للموالين للقذافي في الانتفاضة التي أطاحت به وقتل فيها في 20 اكتوبر تشرين الأول عام 2011. وتسعى حكومة رئيس الوزراء علي زيدان التي اضعفتها الخلافات السياسية للسيطرة علي مناطق ما زالت ميليشيات تهيمن عليها. ولم يكمل المؤتمر الوطني العام واعضاؤه بنودا رئيسية للتحول الديمقراطي في البلاد مع وصول الخلاف بين الاحزاب العلمانية والإسلامية بشأن سبل المضي قدما إلى طريق مسدود. ولم يكتمل إعداد الدستور الجديد وترفض الميليشيات التي شاركت في القتال ضد القذافي التخلي عن سلاحها بدعوى أن الحكومة المركزية ضعيفة إلى حد لا تستطيع معه توفير الامن والاستقرار. وفي بنغازي تقاتل القوات المسلحة للحد من نفوذ جماعة انصار الشريعة المتشددة التي اعتبرتها واشنطن الاسبوع الماضي منظمة إرهابية. ويسيطر محتجون مسلحون على مرافيء رئيسية لتصدير النفط في شرق البلاد مطالبين بحكم ذاتي أوسع ونصيبا اكبر من الثروة النفطية. وقالت السلطات إن القوات البحرية أطلقت النار الاسبوع الماضي لابعاد ناقلة اقتربت من مرفأ يسيطر عليه المحتجون لتحميل النفط بشكل غير قانوني فيما وصفته الحكومة بمحاولة لتخطي سيطرتها. وتختص ثلاثة مرافيء بشرق البلاد بنحو 600 الف برميل يوميا من الصادرات وأدت الاحتجاجات فيها الى هبوط حاد في إجمالي الصادرات النفطية الليبية التي بلغت الصيف الماضي 1.4 مليون برميل يوميا. وقال وزير النفط الليبي الأسبوع الماضي إن انتهاء الاحتجاجات في حقل الشرارة بغرب البلاد هذا الشهر أدى الى زيادة الانتاج الى نحو 650 الف برميل يوميا حيث تم تصدير 510 آلاف برميل واستخدمت الكمية الباقية في تشغيل مصفاتي نفط ليبيتين. وقال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط ان الانتاج الحالي في حقل الشرارة بلغ 328 ألف برميل يوميا حيث يقدر العجز في الانتاج بنحو 35 ألف برميل يوميا نظرا لأن 22 من آبار الحقل ما زالت تواجه مشاكل فنية بسبب الاحتجاجات هناك. من غيث شنيب