القاهرة (رويترز) - قتل 13 شخصا بالرصاص في اشتباكات جرت يوم الجمعة بين قوات الأمن ومؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين في القاهرة وأربع مدن أخرى في أحد أكثر الأيام دموية منذ نحو ثلاثة أشهر ضمن موجة العنف السياسي في البلاد. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن أحمد كامل المستشار الإعلامى لوزارة الصحة قوله إن مظاهرات يوم الجمعة بالمحافظات أدت الى مقتل 13 شخصا وإصابة 57 آخرين. وأضاف كامل "شهدت القاهرة سقوط خمسة قتلى والفيوم ثلاثة قتلى وشهدت كل من الإسماعيليةوالإسكندرية سقوط قتيلين بكل محافظة وقتيل واحد بمحافظة المنيا." وينظم الاسلاميون المعارضون لعزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي في يوليو تموز مظاهرات شبه يومية حتى بعد أن أعلنت الحكومة المدعومة من الجيش جماعة الاخوان المسلمين جماعة إرهابية قبل ايام. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن قوات الأمن تصدت "بحسم" لمسيرات أنصار الإخوان في محافظات القاهرةوالجيزة والأسكندرية والفيوم والأسماعيلية و قنا. وأضاف البيان "تمكنت قوات الشرطة من التعامل مع مختلف التدعيات والسيطرة على الموقف وضبط 235 من العناصر الأخوانية المتورطة فى تلك الأحداث وبحوزتهم قنابل محلية الصنع وأسلحة نارية وخرطوش وبيضاء وكميات كبيرة من زجاجات المولوتوف والألعاب النارية." وقالت مصادر طبية ان خمسة أشخاص قتلوا في اشتباكات في القاهرة بينهم اثنان في ضاحية المعادي بجنوب العاصمة. وفي مدينة الإسكندرية الساحلية ذكرت مصادر طبية أن امرأة ورجلا قتلا بطلقات رصاص في اشتباكات بالمدينة استخدمت فيها الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع بينما استخدم مؤيدو الإخوان الألعاب النارية والحجارة. وقال شهود عيان إن أصوات طلقات رصاص سمعت خلال الاشتباكات. وأشار مصدر طبي الى أن الرجل من مؤيدي الإخوان المسلمين. وأضاف أن سبعة أشخاص أصيبوا بينهم خمسة بطلقات الخرطوش والسادس وهو طفل بطلق ناري في الظهر. وقال مدير مباحث الإسكندرية اللواء ناصر العبد إن أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين ألقوا زجاجات حارقة خلال مسيرة على نقطة شرطة في المدينة مما ادى لاشتعال النار بها. وقال مدحت شكري وكيل وزارة الصحة في الفيوم التي تقع جنوب غربي القاهرة إن ثلاثة أشخاص قتلوا بطلقات نارية في الرأس والصدر والبطن خلال اشتباكات في المدينة. وأضاف أن 12 شخصا سقطوا مصابين خلال الاشتباكات بينهم أربعة في حالة خطيرة مشيرا إلى أن الإصابات نتجت عن طلقات نارية وطلقات خرطوش. وذكر شاهد عيان في اتصال هاتفي مع رويترز أن أصوات طلقات رصاص سمعت خلال الاشتباك. وفي الإسماعيلية وهي إحدى مدن قناةالسويس ذكرت مصادر طبية أن شخصين قتلا بطلقات نارية خلال اشتباكات بالمدينة سقط فيها مصابان أيضا. وقال شاهد عيان في المدينة إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على مؤيدي الإخوان الذين رشقوها بالحجارة والألعاب النارية. وذكرت مصادر أمنية وطبية في المنياجنوبيالقاهرة أن طالبا جامعيا قتل بطلق ناري في البطن خلال اشتباكات بين مؤيدي الإخوان والشرطة. وقالت المصادر إن ثلاثة طلاب آخرين أصيبوا بطلقات نارية ونقلوا إلى المستشفى الجامعي بالمدينة. وقال مدير المباحث الجنائية بالمدينة العميد هشام نصر لرويترز في اتصال هاتفي إن المتظاهرين المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين حملوا خلال مسيرتهم بنادق آلية وبنادق خرطوش وزجاجات حارقة. وأكدت جماعة الإخوان المسلمين مرارا أن احتجاجاتها سلمية. وقالت رابطة مشجعي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي التي تعرف بألتراس أهلاوي في صفحتها على فيسبوك إن أحد أعضائها ويدعى حسن نصر قتل في شمال شرق القاهرة "برصاص... الداخلية". ولم يتسن لرويترز تأكيد ذلك من مصدر مستقل. وقال المستشار أحمد مجدي وهو رئيس نيابة بحي مدينة نصر في شمال شرق القاهرة لرويترز إن مصابا في اشتباكات وقعت بالحي قبل أيام توفي يوم الجمعة. ومنذ عزلت قيادة الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو تموز بعد احتجاجات حاشدة تطالب بتنحيته تشهد مصر عنفا سياسيا أودى بحياة أكثر من 1500 شخص أغلبهم من مؤيديه وبينهم نحو 350 من رجال الأمن. وفي حادث يظهر عمق الانقسام في مصر بعد عزل مرسي قال مصدر أمني إن أحد المشاركين في مسيرة إخوانية في القاهرة أطلق النار على شخص وجه إهانات للمتظاهرين في المسيرة التي كانت تمر بجوار منزله فأرداه قتيلا. وقالت الإذاعة المصرية إن مؤيدين للإخوان المسلمين أشعلوا النار في سيارة شرطة بمدينة الجيزة التي تجاور القاهرة خلال مسيرة لهم في المدينة. وأغلقت قوات الأمن يوم الجمعة ميدان التحرير مهد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك مطلع عام 2011 لمنع مؤيدي الإخوان المسلمين من الوصول إليه. وتراجعت بشدة قدرة جماعة الاخوان المسلمين على حشد المحتجين بعد أن كانت أكثر الجماعات الإسلامية تنظيما. ويرجع السبب في ذلك إلى إلقاء القبض على معظم أعضائها القياديين والتحفظ على أموالها وإعلانها أخيرا جماعة إرهابية. وتحظر تعديلات دستورية سيجرى الاستفتاء عليها يومي 14 و15 يناير كانون الثاني الحالي إقامة أحزاب سياسية على أساس ديني. وعززت التعديلات وضع الجيش في مصر. وتقول الحكومة المؤقتة التي يدعمها الجيش إن الدستور المعدل سيمهد الطريق لعودة الحكم الديمقراطي بحلول منتصف العام. وستكون التعديلات خطوة أخرى نحو إبعاد جماعة الإخوان المسلمين تماما عن الحياة السياسية بعد أن كسبت كل الانتخابات التي أجريت بعد مبارك. وتعهدت وزارة الداخلية بتأمين الاستفتاء على الرغم من الاحتجاجات شبه اليومية والهجمات بالقنابل ضد المنشآت الأمنية. وقالت مصادر أمنية في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء إن أربعة مجندين اصيبوا يوم الجمعة في انفجار عبوة ناسفة في مدرعة للشرطة بالمدينة. (شارك في التغطية محمد طلعت ويسري محمد وهيثم فتحي وتريزا كمال وعمر فهمي وأيمن عبد المجيد وأحمد طلبة - تحرير أحمد حسن)