جهزت عائلة الصباغ في مدينة جنين شمال الضفة الغربية بيتها منذ صباح الثلاثاء لاستقبال المهنئين باطلاق سراح ابنهم محمد الذي سيفرج عنه ضمن دفعة جديدة من الاسرى الفلسطينيين في اطار مفاوضات السلام مع اسرائيل. وستطلق اسرائيل ليل الثلاثاء الاربعاء سراح دفعة ثانية مؤلفة من 26 اسيرا في اطار مفاوضات السلام التي استؤنفت في تموز/يوليو الماضي برعاية اميركية. وحرص والد محمد (70 عاما) على ترتيب البيت صباحا قبل التوجه الى مدينة رام الله ظهرا رغم معرفته بان عملية الافراج ستتم بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء. وسيطلق سراح الاسرى من سجن عوفر العسكري قرب رام الله بينما سيطلق سراح الاسرى القادمين من قطاع غزة عند معبر ايريز عند المدخل الشمالي لقطاع غزة ويقول احمد الصباغ لوكالة فرانس برس "لم اصدق ان ابني محمد سيكون من ضمن الذين سيفرج عنهم في هذه الدفعة،هذا الامر بالنسبة الي حلم،اشعر كأنني ولدت من جديد". واعتقل محمد الصباغ وهو في السادسة عشر من عمره وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل اسرائيلي. ويشير الاب ان العائلة جلست تترقب اعلان لائحة الدفعة الثانية من الاسرى على الانترنت حيث اطلقت الام الزغاريد عندما ورد اسم ابنها على القائمة. ونشرت قائمة باسماء الاسرى المعنيين ليل الاحد الاثنين على موقع ادارة السجون الاسرائيلية بعد ابلاغ اسر القتلى الاسرائيليين. ويشير الاب "كان من المفترض اطلاق سراح هؤلاء الاسرى مع اتفاقية اوسلو لا ان ننتظر كل هذه السنوات". وبدأت عائلات الاسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم في منتصف الليل بالتوافد الى مدينة رام الله حيث سيتم الافراج عنهم عند سجن عوفر العسكري الاسرائيلي. وقدمت عائلة غنيمات من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية الى رام الله لاستقبال اثنين من ابنائهما مصطفى وابن عمه زياد اللذان اعتقلا عام 1985. ويعتبر زياد ومصطفى من اقدم الاسرى الذين سيفرج عنهم ضمن الدفعة وكانا يبلغان من العمر 23 عاما عند اعتقالهما وسيخرجان اليوم وهما في الخمسينات من العمر. وتقول قريبتهما احلام "السعادة تغمر العائلة رغم السنوات الطوال التي فقدها زياد ومصطفى في الاسر". ومن هؤلاء 21 اسيرا من ابناء الضفة الغربية اما الخمسة الاخرون فهم من ابناء قطاع غزة. وينتمي 19 منهم الى حركة فتح واربعة الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وثلاثة لحركة حماس. وسيطلق سراح الاسرى من سجن عوفر العسكري قرب رام الله بينما سيطلق سراح الاسرى القادمين من قطاع غزة عند معبر ايريز عند المدخل الشمالي لقطاع غزة. وفي قطاع غزة،بدأت عائلة شبير استقبال المهنيئن باطلاق سراح ابنهم حازم شبير الذي اعتقل عام 1993 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ويشير والده قاسم شبير (75 عاما) انه تعافى من مرضه بعد سماعه اخبار الافراج عن ابنه. وقال لوكالة فرانس برس "خروج حازم اعاد لي صحتي حيث كنت ارقد في فراشي في الشهور العشرة الاخيرة اعاني من المرض وبعد ان سمعت باطلاق سراح ولدي وجدت نفسي فجأة وبعفوية اتحرك في كل البيت". وقام شبان بتعليق الاعلام الفلسطينية في الشارع ونصبوا خيمة لاستقباله. ويشير شقيقه محمد "فقدنا الامل بخروج حازم ولم نتوقع انه سيتم الافراج عنه هكذا في يوم من الايام (...)اسرائيل كانت تتحجج دائما بان ايديهم ملطخة بالدماء ولن يتم الافراج عنهم".