ارجأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعه المقرر في اسطنبول الاسبوع المقبل مرة ثانية تحت وطأة ضغوط دولية مكثفة لاقناعه نهائيا بحضور مؤتمر جنيف-2. في هذا الوقت، يتوقع ان تسلم دمشق منظمة حظر الاسلحة الكيميائية خلال الساعات المقبلة برنامجها لتدمير ترسانتها الكيميائية، وهي عملية يفترض ان تنتهي، بموجب القرار 2118 الصادر عن مجلس الامن، بحلول حزيران/يونيو 2014. وذكر عضو الائتلاف سمير نشار في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان اجتماع الهيئة العامة الذي كان مقررا في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر "ارجىء الى التاسع" من الشهر نفسه. وكان الاجتماع مقررا اصلا في 22 تشرين الاول/اكتوبر، وقد ارجىء لمصادفته مع اجتماع "مجموعة اصدقاء سوريا" في لندن، فحدد في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر، ليعاد تأجيله امس. واوضح نشار ان سبب الارجاء هو "مواجهة استحقاق جنيف"، مشيرا الى "وجود جهد دولي واميركي تحديدا لمحاولة اقناع الائتلاف بحضور مؤتمر جنيف 2". واضاف ان "التوجه داخل الائتلاف حتى الآن يميل اكثر الى عدم المشاركة في المؤتمر"، مشيرا الى ان اعلان المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات الائتلاف "في وقت مبكر رفضه المشاركة في جنيف 2، ولد حالة من النقاشات والجدل في الاوساط الاقليمية والدولية". وتابع ان "الاوساط الدولية تحاول جمع اكبر عدد ممكن من المعارضين في مؤتمر جنيف"مشيرا الى ان "الارجاء هو لاعطاء مزيد من الوقت للنقاشات ومحاولات التأثير لتغيير المواقف". واعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء ان السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد التقى عددا من قادة المعارضة السورية في اسطنبول لاقناعهم بالمشاركة في مؤتمر جنيف-2 الذي يفترض ان يجمع ممثلين عن النظام والمعارضة واطرافا دولية بهدف ايجاد تسوية للازمة السورية. وقالت مساعدة المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف ان مشاركة المعارضة السورية "امر مفصلي وسوف نواصل تشجعيهم للمشاركة في المؤتمر". وفي محاولة لطمأنة المعارضة السورية، أدرجت الدول الداعمة لها خلال اجتماعها في لندن الثلاثاء في بيانها الختامي فقرة تؤكد ان "لا دور للرئيس بشار الاسد في مستقبل سوريا". الا ان رئيس الائتلاف احمد الجربا جدد على هامش الاجتماع تأكيد "ثوابت" الائتلاف للمشاركة في مؤتمر جنيف وهي "ايجاد ممرات انسانية للمناطق المحاصرة (...) واطلاق سراح المعتقلات والاطفال كافة قبل بدء التفاوض، (...) ولا تفاوض الا من ثابتة انتقال السلطة بكل مكوناتها واجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل" الاسد. ويرفض النظام السوري اي بحث في مصير الرئيس، وقد اعلن الاسد في مقابلة تلفزيونية الاثنين انه يرغب بالترشح الى الرئاسة بعد انتهاء ولايته العام المقبل. وغداة صدور موقف "مجموعة اصدقاء سوريا"، أكدت وزارة الخارجية السورية في بيان الاربعاء ان الشعب السوري هو "المعني الحصري باختيار قيادته ورسم حاضر ومستقبل سوريا ولن يسمح الشعب السوري لاي طرف خارجي بان ينصب نفسه بديلا منه في اختيار حكوماته وتحديد صلاحياتها ومهامها". وكررت الخارجية في الوقت نفسه تأكيد "استعداد سوريا لحضور مؤتمر جنيف والعمل على انجاحه دون شروط مسبقة او اي تدخل خارجي". وفي اطار التحضير لمؤتمر السلام حول سوريا الذي تخيم شكوك كثيرة حول امكان انعقاده في الموعد المحدد له في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، يواصل الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي جولته في المنطقة التي شملت حتى الآن القاهرة وبغداد وعمان. ويفترض ان يزور دمشق في وقت لاحق هذا الاسبوع. على صعيد آخر، اعلن المتحدث باسم منظمة حظر الاسلحة الكيميائية مايكل لوهان ان المنظمة "تتوقع ان تتسلم في الساعات الاربع والعشرين المقبلة الاعلان الاول لسوريا بشان برنامج تفكيك اسلحتها الكيميائية" الاحد المقبل على ابعد تقدير. وكانت دمشق سلمت قبل بداية عملية التحقق والتفكيك في الاول من تشرين الاول/اكتوبر لائحة ب23 موقعا لانتاج وتخزين اسلحتها الكيميائية، تم حتى الآن تفتيش 18 منها، فيما دمر السوريون باشراف بعثة المنظمة المشتركة مع الاممالمتحدة، "معدات انتاجية في كل هذه المواقع باستثناء موقع واحد"، بحسب المنظمة. ميدانيا، دارت اشتباكات عنيفة خلال الساعات الماضية بين مقاتلين اكراد وآخرين جهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة في شمال شرق سوريا، سيطر خلالها الاكراد على قريتين في محيط بلدة اليعربية الحدودية مع العراق التي يحاولون التقدم نحوها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. في الوقت عينه، تستمر المواجهات بين القوات النظامية ومجموعات المعارضة المسلحة في مناطق مختلفة من سوريا. وفي تداعيات النزاع السوري على لبنان، ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات المتواصلة بين سنة وعلويين في شمال لبنان الى اربعة قتلى، بعد مقتل شخصين اليوم قنصا اثر مواجهات وصفت ب"الاعنف" في ثلاثة ايام، الليلة الماضية، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.