بيروت (رويترز) - وجه سكان بلدة سورية تحاصرها قوات الرئيس بشار الأسد نداء إلى العالم لانقاذهم من الموت في رسالة مفتوحة تصف أحوالهم البائسة ومعاناتهم. وقال السكان إن مئات الرجال والنساء والاطفال في المعضمية قتلوا وان الالاف اصيبوا. وسيطر على المعضمية التي تقع على الاطراف الجنوبية الغربية للعاصمة دمشق مسلحون معارضون للأسد العام الماضي وتحاول الحكومة استعادتها منذ ذلك الحين. وجاء في الرسالة التي وزعها المجلس الوطني السوري المعارض يوم الاثنين انه منذ نحو عام ومدينة المعضمية واقعة تحت حصار ولا يسمح بدخول الطعام ولا تصلها الكهرباء أو الدواء أو الوقود أو يوجد بها اتصالات. وذكرت الرسالة ان سكان البلدة يتعرضون للقصف بالصواريخ وقذائف المدفعية والنابالم والفوسفور الابيض والاسلحة الكيماوية. وقال أصحاب الرسالة دون ان يذكروا اسماءهم انهم تمكنوا من توفير ما يكفي من طاقة لتشغيل جهاز كمبيوتر واحد ونشر الرسالة على الانترنت. وقال المجلس الوطني السوري المعارض ان نحو 12 ألف شخص يواجهون المجاعة والموت في المعضمية. ودمر نحو 90 في المئة من المعضمية وبقي فيها عدد صغير من الاطباء ويأكل السكان "أوراق الشجر". ولم يتسن لرويترز التأكد من التقارير الواردة من البلدة المحاصرة بسبب القيود التي تفرضها الحكومة. وتقول الحكومة ان سكان المعضمية "محتجزون رهائن" من جانب ارهابيين وهو الوصف الذي تستخدمه في وصف جماعات المعارضة المسلحة. وتنفي استخدام قواتها للأسلحة الكيماوية. وقالت مفوضة الاممالمتحدة السامية للشؤون الانسانية فاليري آموس الاسبوع الماضي انه رغم قيام الحكومة باجلاء 3000 شخص هذا الشهر فان الالاف مازالوا محاصرين داخل المعضمية. وقال اطباء محليون لرويترز ان الجوع زادت حدته خلال الشهور القليلة الماضية. وقالت جوليت توما المتحدثة باسم صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) انه تم منع فرق الاغاثة التابعة للصندوق من دخول المعضمية عدة مرات. وأضافت "نعرف ان هناك اطفالا محاصرين في المعضمية.لا نعرف العدد على وجه التحديد..المعضمية جزء من قصة اكبر." وقالت إن المعضمية واحدة من الكثير من المناطق "المغلقة" امام تنقلات المدنيين من قبل الاطراف المتصارعة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة مراقبة مؤيدة للمعارضة يوم الاثنين ان المعارضة وقوات الحكومة اشتبكت على أطراف المعضمية خلال الليل وان الجيش قصف البلدة. وقال سكان المعضمية في رسالتهم انهم يخاطبون الجانب الانساني لدى العالم ويتوسلونه الا ينساهم وانهم يلتمسون توصيل رسالتهم إلى العالم كله. وطالبوا العالم بأن ينقذهم من الموت ومن جحيم آلة القتل التي يستخدمها الأسد. وقتل أكثر من 100 الف شخص اثناء الحرب الاهلية التي بدأت في مارس اذار 2011. وتؤيد القوى الغربية في معظمها قوات المعارضة بينما تؤيد روسيا وايران الأسد. وترتب موسكو وواشنطن لعقد محادثات سلام في جنيف الشهر القادم لكن الاطراف المتحاربة لم تبد استعدادا لتقديم تنازلات. (إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)