قتل 56 عسكريا وشرطيا على الاقل الجمعة في ثلاثة هجمات متزامنة، اثنان منها بسيارات مفخخة، نسبتها السلطات لتنظيم القاعدة في جنوب اليمن حيث تواصل السلطات بمساعدة الولاياتالمتحدة محاربتها للتنظيم المتشدد. كذلك تم وقت لاحق الجمعة اعلان احباط هجوم رابع كانت اعدته القاعدة لتفجير سيارة مفخخة في جنوب اليمن. واشارت مصادر عسكرية واخرى محلية الى ان الهجمات الثلاث التي حصلت عند الفجر في محافظة شبوة، احد معاقل القاعدة، اوقعت ايضا عددا كبيرا من الجرحى في صفوف القوات الحكومية وثمانية قتلى في صفوف المهاجمين. وهذه الحصيلة الاكبر منذ الهجوم الانتحاري الذي ادى في 21 ايار/مايو الى مقتل حوالى 100 جندي كانوا يتحضرون لعرض عسكري لمناسبة ذكرى توحيد اليمن. واعلن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب مسؤوليته عن الهجوم. وتاتي هذه الهجمات بعدما اعلنت السلطات اليمنية في اب/اغسطس انها احبطت خطة للقاعدة للاستيلاء على مدن ومنشآت نفطية في جنوب البلاد وخطف اجانب، الامر الذي نفاه التنظيم. ويومها، اغلقت الولاياتالمتحدة سفارتها في صنعاء لاكثر من اسبوعين اثر تحذير من وقوع هجمات. وحذت دول غربية اخرى حذو واشنطن. والجمعة، دانت الخارجية الاميركية "بقوة" هجمات اليوم مؤكدة ان واشنطن "ستواصل دعم جهود الحكومة اليمنية وقواها الامنية الشجاعة في معركتها ضد القاعدة في جزيرة العرب". وسقط العدد الاكبر من القتلى في هجمات الجمعة في محافظة شبوة في انفجار سيارة مفخخة في معسكر للجيش ادى لسقوط 38 قتيلا بين العسكريين المكلفين الامن في الحقول النفطية بالمنطقة، على ما اوضحت المصادر. وصرح مسؤول محلي في عتق كبرى مدن محافظة شبوة لفرانس برس ان في بداية الهجوم وقع "اشتباك بين العسكريين والمهاجمين عند مدخل المعسكر ثم اقتحمت سيارة مفخخة الموقع وانفجرت داخله فقتلت 38 جنديا" وهي حصيلة اكدتها مصادر عسكرية. وفي الوقت الذي انفجرت فيه السيارة المفخخة قرب عتق "فجر انتحاري عبوته الناسفة في سيارة اخرى قبل بلوغ هدفه امام حاجز عسكري" في النشيمة وفق ما اعلن مصدر عسكري لفرانس برس مؤكدا "مقتل عشرة جنود" في الانفجار. وافاد شهود في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان المسلحين "خطفوا عددا من الجنود" في النشيمة لكنهم لم يتمكنوا من تحديد عددهم. واستهدف هجوم ثالث معسكر وحدات خاصة في ميفعة حيث سقط ثمانية شرطيين حسب مصادر عسكرية. وفي وقت لاحق، احبطت القوات اليمنية محاولة من القاعدة لتفجير سيارة مفخخة في جنوب البلاد الجمعة. وافاد بيان للوزارة نشر على موقعها الالكتروني ان قوات الجيش والامن تمكنت صباح الجمعة "من إحباط عملية إرهابية بتفجير سيارة مفخخة كانت تستهدف منطقة عين بامعبد ومنشأة بالحاف الغازية" مضيفا ان "السيارة تم تدميرها بما فيها من عناصر ارهابية". ولم تتبن اي جهة هذه الهجمات الثلاث الدامية المتزامنة التي وقعت فجرا في محافظة شبوة التي تعتبر من معاقل تنظيم القاعدة، لكن مصادر عسكرية نسبتها الى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الناشط في اليمن والذي تشكل اثر اندماج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة وهو انشط فروع الشبكة المتطرفة في العالم. وتأتي هذه الهجمات بعد مقتل الزعيم العسكري في القاعدة قايد الذهب في 30 اب/اغسطس في هجوم بطائرة عسكرية من دون طيار على محافظة البيضا وسط اليمن على بعد 170 كلم جنوب شرق صنعاء. وتم تأكيد مقتله من جانب تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي توعد بمزيد من "الحقد" تجاه الولاياتالمتحدة وحلفائها. وهذا الهجوم يعتبر عاشر الهجمات بطائرات من دون طيار في اليمن منذ 28 تموز/يوليو. واسفرت هذه الهجمات عن اكثر من 40 قتيلا. وتقف وراء هذه الهجمات الولاياتالمتحدة لكونها الوحيدة المزودة بطائرات من دون طيار في المنطقة وتساعد السلطات اليمنية في حربها على القاعدة. ويعتبر تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الاخطر بين فروع القاعدة، التنظيم المتشدد الذي انشأه اسامة بن لادن السعودي الذي تتحدر عائلته من اليمن. ويؤكد خبراء ان تنظيم القاعدة استفاد من ضعف السلطة المركزية ومن الاضطرابات التي رافقت الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011 لتوسيع انتشاره في جنوب البلاد وشرقها. وفي هذا الاطار يعتبر زيد السلامي عضو مؤتمر الحوار ومتخصص بالجماعات الاسلامية ان "القاعدة استغلت الاحتقان السياسي الموجود في صنعاء والجدل حول مخرجات الحوار ونفذت هذه العملية في شبوة". يشار الى ان لجنة خاصة كانت على وشك التوقيع على خارطة طريق لحل مشكلة جنوب اليمن، الدولة المستقلة سابقا، خلال هذا الاسبوع. الا ان التوقيع لم يحصل اثر انسحاب ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام الذي اسسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح وتعليق الحزب مشاركته في اللجنة. ويواجه مؤيدو صالح اتهامات بالسعي الى نسف العملية الانتقالية التي انطلقت اثر مبادرة مدعومة من الاممالمتحدة انهت عاما من الاحتجاجات وتنحى بموجبها صالح عن الحكم في شباط/فبراير 2012 بعد 33 عاما امضاها كرئيس لليمن. ويلفت السلامي ايضا الى ان "تنظيم القاعدة يريد توجيه رسالة لنظام صنعاء بأنه مازال موجودا بقوة على الارض ويستطيع توجيه ضربات موجعة للحكومة، كما يريد توصيل رسالة للحكومة اليمنية والقوى المناهضة له بينها الولاياتالمتحدة بأن الضربات بطائرات بدون طيار لم تحد من نشاطه وتواجده على الأرض" واعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ان سلسلة غارات شنتها طائرات من دون طيار على اهداف لتنظيم القاعدة في اب/اغسطس اسفرت عن مقتل 40 ناشطا خلال اسبوعين، بمن فيهم زعماء للتنظيم في منطقة صنعاء. والاحد، حكمت محكمة في صنعاء على ثلاثة عناصر في قاعدة الجهاد في جزيرة العرب بالسجن بتهمة التآمر لقتل الرئيس اليمني والسفير الاميركي في اليمن. ومنذ خلافته صالح، تعهد هادي مرارا بتعزيز الحرب ضد مقاتلي القاعدة في بلاده. وقال هادي في اب/اغسطس انه تم احباط مخطط للهجوم على منشأة بلحاف الغازية اثر اعتراض اتصال بين زعيم القاعدة ايمن الظواهري وزعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ناصر الوحيشي. كما اعلنت صنعاء احباط مؤامرة للهجوم على منشأة ميناء الضبا النفطي الذي تديره شركة كندية، والاستيلاء على ميناء المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرق اليمن. ونفت قاعدة الجهاد في جزيرة العرب اعدادها لهذه الهجمات.