تم العفو والافراج عن المحامية الايرانية نسرين سوتوده المسجونة منذ اب/اغسطس 2010 بسبب نشاطها دفاعا عن حقوق الانسان، وذلك قبل اسبوع من خطاب منتظر للرئيس الايراني حسن روحاني امام الاممالمتحدة. وكان روحاني، رجل الدين المعتدل الذي وصل الى الحكم في ايران في حزيران/يونيو، وعد بالتخفيف من القيود على الحريات في ايران حيث تم اعتقال الاف الاشخاص عقب التظاهرات التي تلت اعادة انتخاب الرئيس السابق محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو 2009. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس بعيد خروجها من السجن، اكدت سوتوده انها خرجت من السجن "نهائيا". واكدت ان "لديها ترخيص بالعمل" واستئناف نشاطها كمحامية وستستمر في الدفاع عن حقوق الانسان. كما اكدت انها "في حالة جيدة" جسديا ونفسيا على رغم ظروف الاعتقال الصعبة خصوصا بسبب "الضغط النفسي والجو الامني الضاغط وعدم امكانية اجراء اتصالات هاتفية الى جانب امور اخرى -- صعبة للغاية". وفي واشنطن، اشادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف باطلاق سراح المعتقلين معربة عن الامل في ان يقوم الرئيس روحاني "بمواصلة احترام تعهداته تجاه الشعب الايراني" وتوفير المزيد من الحريات له. واضافت "اليوم، نجدد دعواتنا لايران كي تفرج عن جميع معتقلي الرأي في سجونها". كذلك اشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالافراج عن المحانية الايرانية، مبديا "امله في رؤية تحسينات اخرى في مجال حقوق الانسان في ايران خلال حكم الرئيس روحاني". من جانبه رأى رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولز في الافراج عن معارضين ايرانيين "مؤشرا ايجابيا مهما" من جانب السلطات. وكانت سوتوده حازت في العام 2012 جائزة ساخاروف المرموقة التي يقدمها البرلمان الاوروبي. كذلك دعا الاتحاد الدولي لحقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية، الحكومة الايرانية الى اطلاق سراح "جميع معتقلي الرأي". وبعد تخصصها بداية في الدفاع عن الشبان المحكومين بالاعدام على افعال ارتكبوها عندما كانوا قاصرين، دافعت سوتوده المولودة في العام 1963 عن العديد من المعارضين السياسيين اعتبارا من العام 2009. وكان حكم على هذه الام في كانون الثاني/يناير 2011 بالسجن 11 عاما وبالمنع من ممارسة مهنتها لمدة 20 عاما بعد ان ادينت بتهمة "القيام بافعال تمس الامن القومي وبالدعاية ضد النظام" وهما تهمتان تستخدمان كثيرا من القضاء الايراني لادانة معارضيه. كما دينت بتهمة الانتماء الى مركز المدافعين عن حقوق الانسان التابع لشيرين عبادي الحائزة نوبل للسلام والتي تعيش حاليا في المنفى. وتم خفض عقوبتها الى ست سنوات من قبل محكمة الاستئناف في ايلول/سبتمبر 2011، بحسب منظمة العفو الدولية التي تبنت قضيتها باعتبارها "سجينة راي". وسوتوده التي سجنت في سجن ايوين شمال طهران حيث تم جمع السجناء السياسيين، لزمت عدة اضرابات عن الطعام للاحتجاج على ظروف سجنها وعلى قرار المنع من السفر الذي طال اسرتها. واثار تدهور وضعها الصحي قلق الكثير من المنظمات الانسانية والاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي. وبحسب وكالة ايسنا الطالبية، تم اطلاق سراح 13 شخصية معارضة اخرى اعتقلوا خلال الحركة الاحتجاجية في العام 2009. واشارت الوكالة الايرانية خصوصا الى اطلاق سراح محسن امين زاده نائب وزير الخارجية في عهد الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي (1997-2005)، والذي ادين لمشاركته في تجمعات ولادلائه بمقابلات مع وسائل اعلام اجنبية. كما تم اطلاق سراح المسؤول الاصلاحي فيض الله عرب سرخي، اضافة الى الصحافي الاصلاحي مهسة امير عبادي. واكد مصدر في التيار الاصلاحي لوكالة فرانس برس ان الافراج عن المعارضين الايرانيين "له علاقة بالخطاب الذي من المقرر ان يلقيه الرئيس حسن روحاني في الجمعية العامة للامم المتحدة" في 24 ايلول/سبتمبر في نيويورك، مشيرا الى امكان اطلاق سراح معارضين اخرين قريبا. وتعهد الرئيس الايراني بمزيد من الانفتاح من جانب ايران وبتقارب مع الغرب وبمفاوضات "جدية" مع القوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الايراني. وفي مقابلة تم بثها الاربعاء على قناة ان بي سي الاميركية، كرر روحاني تأكيده ان ايران لا تسعى الى امتلاك اسلحة نووية، مؤكدا ان حكومته تمتلك "ما يكفي من هامش مناورة سياسية لحل هذه المشكلة" التي تتسبب بعقوبات قاسية على ايران. كذلك اعرب عن امله بحصول "خطوات صغيرة" على الصعيد الدبلوماسي بين واشنطنوطهران اللتين قطعتا العلاقات الدبلوماسية بينهما عقب الثورة الاسلامية في العام 1979. وتم انتخاب روحاني رئيسا لايران في 14 حزيران/يونيو بعد نيله دعم الاصلاحيين الذين دعوا الى اطلاق سراح معارضي احمدي نجاد المعتقلين في السجون الايرانية. ولا يزال ابرز زعيمين معارضين، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، قيد الاقامة الجبرية منذ شباط/فبراير 2011. وتجنب روحاني، السياسي المحنك، الخوض في هذه القضية خلال حملته الانتخابية، رغم ان صورا لموسوي ظهرت في احد تجمعاته السياسية. وكان كروبي وموسوي، المرشحان الخاسران في انتخابات 2009 الرئاسية، نددا بحصول عمليات تزوير كبرى في الانتخابات ووجها دعوات لانصارهما للنزول الى الشارع. وقد تم قمع تظاهرات معارضة بعنف ما ادى الة سقوط عشرات القتلى.