حذرت روسيا الاربعاء الغرب من اي ضربات عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد معتبرة انها قد تؤدي الى زعزعة استقرار كل منطقة الشرق الاوسط ورفضت مجددا تحميل دمشق مسؤولية الهجوم الكيميائي المفترض الاسبوع الماضي. ومعارضة موسكو الشديدة لاحتمال القيام بتحرك عسكري غربي ضد نظام الاسد تنذر بازمة دبلوماسية جديدة بين روسيا والغرب. وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية اجراها الثلاثاء مع الموفد الخاص للجامعة العربية والامم المتحدة الى سوريا الاخضر الابراهيمي على انه "لا بديل لحل سياسي-دبلوماسي في سوريا". واشار الى ان "محاولات الحل العسكري لن تقود سوى الى زعزعة الاستقرار اكثر في البلد والمنطقة" كما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية. واضاف البيان ان الابراهيمي ولافروف اتفقا على انه "في هذه الاوقات الحرجة على كل الاطراف - بما يشمل الاطراف الخارجية- العمل باكبر قدر من المسؤولية وعدم تكرار اخطاء الماضي". وعمد مسؤولون روس الى المقارنة بين استخدام القوة المحتمل ضد سوريا والاجتياح الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة للعراق في 2003 الذي عارضته موسكو بشدة، والذي تبين انه كان يستند الى معلومات استخبارات خاطئة حول امتلاك نظام صدام حسين السابق اسلحة دمار شامل. ولم تتمكن الولاياتالمتحدة من العثور على اية اسلحة دمار شامل في العراق بعد اجتياح هذا البلد. وفي اتصال هاتفي اخر، ابلغ لافروف نظيره الاميركي جون كيري ان موسكو ترفض مزاعم واشنطن بان النظام السوري يقف وراء الهجوم بالاسلحة الكيميائية الاربعاء الماضي قرب دمشق. وابلغ لافروف ايضا كيري بمخاوف روسيا من ان يقوض هذا الوضع الجهود الدبلوماسية لوقف النزاع فيما تتزايد المؤشرات على احتمال توجيه الغرب ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقالت الخارجية الروسية في بيان ان "جون كيري عرض الحجج التي قال انها تستند على معلومات من مصادر موثوقة ومفادها ان الحكومة السورية تتحمل مسؤولية الهجوم بالاستخدام المفترض للاسلحة الكيميائية". واضافت ان "هذه الحجة رفضها سيرغي لافروف الذي عرض موقف الجانب الروسي من هذه القضية". وقال لافروف ان موسكو تريد تبادلا موضوعيا وجوهريا للمعلومات حول الادلة على وقوع هجوم كيميائي مفترض في سوريا. وتابع البيان ان موسكو "كما في السابق قلقة بشكل خاص ازاء المسار الواضح المتجه نحو تقويض شروط حل سياسي-دبلوماسي للنزاع، من قبل عدد من الدول". وسبق ان شككت موسكو عدة مرات بضلوع قوات النظام السوري في الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية. وكانت روسيا عبرت عن اسفها لقرار الولاياتالمتحدة ارجاء اجتماع ثنائي حول الازمة السورية كان يفترض ان يعقد في لاهاي في وقت لاحق هذا الاسبوع. وتسعى روسياوالولاياتالمتحدة منذ ايار/مايو الى تنظيم مؤتمر سلام يعرف باسم "جنيف-2" يجمع النظام السوري والمعارضة على طاولة المفاوضات. لكن المؤتمر ارجىء عدة مرات كما ان التوتر بين روسيا والغرب حول الشأن السوري يمكن ان يوجه ضربة اخرى لفرص انعقاده. وكتب اليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي على تويتر ان "القرار المتعلق بضربات جوية كثيفة على سوريا قد اتخذ". واضاف "لقد ذهبت الولاياتالمتحدة بعيدا في تصريحاتها بهذا الشأن الى حد انها اصبحت غير قادرة على التراجع عن ذلك".