ارتفعت حصيلة الاحداث التي شهدتها مصر الاربعاء الى 525 قتيلا بينهم 482 مدنيا، وفق ما اعلن الخميس مسؤول في وزارة الصحة المصرية. وقال خالد الخطيب رئيس الادارة المركزية للرعاية العاجلة في وزارة الصحة لفرانس برس ان 202 شخص قتلوا في منطقة رابعة العدوية وحدها حيث كان يعتصم انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي منذ نحو شهر. وقد دعت جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المعزول محمد مرسي، الى مسيرة بعد ظهر الخميس في القاهرة غداة تدخل قوات الامن لفض اعتصامين لانصارها في العاصمة. وتثير هذه الدعوة المخاوف من اندلاع اعمال عنف جديدة في البلاد التي شهدت امس اصعب يوم في تاريخها الحديث مع سقوط اكثر من 525 قتيلا في فض اعتصامي انصار مرسي في القاهرة وما واكبه من اعمال عنف في جميع انحاء البلاد. ودعت جماعة الاخوان المسلمين انصارها الى مسيرة تنطلق من مسجد الايمان في وسط ميدان رابعة العدوية تنديدا بالعملية الدامية التي نفذتها قوات الامن الاربعاء. وقامت قوات الامن المصرية الاربعاء بفض اعتصامين للاخوان في منطقة رابعة العدوية وفي ميدان النهضة في عملية دامية اعقبها مواجهات في مختلف انحاء مصر. وعلى الاثر، اعلنت الحكومة المصرية حالة الطوارىء لشهر وفرضت حظرا للتجول في 14 محافظة مصرية بينها القاهرة والاسكندرية. اعلن مسؤولون امنيون مصريون كبار لوكالة فرانس برس ان قرار حظر التجول اتاح "عودة الهدوء" الى كل انحاء مصر مساء الاربعاء. وكان وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم اعلن ان 43 من افراد قوات الامن بينهم 18ضابطا قتلوا الاربعاء خلال قيامهم بفض اعتصامي انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في القاهرة وما تلى ذلك من احداث عنف اخرى في البلاد. وقال الوزير المصري في مؤتمر صحافي "بلغ عدد شهداء الشرطة 43 بينهم 18 ضابطا اثنان منهم برتبة لواء واثنان برتبة عقيد (...) كما اصيب 211 بجروح بينهم 55 ضابطا وبعضهم بحالة حرجة". كما اعلن وزير الداخلية المصري انه "تم اقتحام 21 مركزا للشرطة والتعدي على سبع كنائس بعضها اتلف والبعض الاخر احرق، كما اقتحموا الدور الارضي من وزارة المالية وقاموا بسرقة 14 سيارة نقل اموال". وقد توالت ردود الفعل الدولية المنددة بعملية فض الاعتصامين المؤيدين لمرسي. واكدت باريس رغبتها في تفادي "حرب اهلية" في مصر في حين طالبت تركيا بعقد اجتماع عاجل لمجلس الامن لبحث الوضع في هذا البلد . كما استدعت برلين صباح الخميس السفير المصري في المانيا ومثلها فعلت لندن وروما في حين اعربت الصين عن "القلق الشديد" ودعت الى "ضبط النفس". وذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان ان بكين "تامل في ان تغلب جميع الاطراف مصلحة الامة والشعب بابداء اقصى قدر ممكن من ضبط النفس لتفادي سقوط ضحايا جدد". من جانبه صلى البابا فرنسيس الخميس من اجل ضحايا العنف ومن اجل "السلام والحوار والمصالحة". في اوروبا طالبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون الاربعاء برفع حالة الطوارىء "في اقرب وقت ممكن". وفي واشنطن دان وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء الاربعاء "بقوة العنف واراقة الدماء" في مصر. وندد بالقمع "المؤسف" لانصار مرسي معتبرا انه "ضربة خطيرة للمصالحة ولامال الشعب المصري في انتقال ديموقراطي". في المقابل لم يشر كيري، الذي اعرب اكثر من مرة في الاشهر الاخيرة عن دعمه للجيش المصري، بكلمة الى المساعدة العسكرية السنوية التي تقدمها واشنطن للقاهرة والبالغة 1,3 مليار دولار.